في بنائك ، تغدو مع البُزاة والفهود والجنائب والكتائب لإدمان صيدك ، فإذا انثنيت من صيدك دخلت بَهوك فتغدّيت وغنّيت! فسبحان الله ما أفحش هذا ممن يدّعي خلافة الله (١)!
ونقل السيوطي عن الصولي عن المغنّي إبراهيم الموصلي قال : كان المهدي في أوّل أمره إلى سنة على ما كان عليه أبوه المنصور يحتجب عن الندماء ، ثمّ ظهر لهم وقال : إنّما اللذّة مع مشاهدتهم (٢) فكان أوّل من ظهر لهم من بني العباس (٣).
وهو أوّل من أمر بتصنيف كتب الجدل للردّ على الملحدين والزنادقة وتتبّعهم وأفنى منهم خَلقاً كثيراً (٤).
تسليم موسى بن عبد الله الحسني :
مرّ صدر خبر الكليني عن موسى بن عبد الله الحسني في صدر أخبار أخيه الأكبر محمّد الحسني ، وبقي ذيله لعهد المهدي العباسي. فيظهر من الخبر : أن أخبار إطلاق السجناء من قِبل المهدي بعد المنصور وصلت إلى مسامع موسى الحسني قال : فكنت شريداً طريداً تضيق عليَّ البلاد ، فلمّا ضاقت عليَّ الأرض واشتدّ بي الخوف ذكرت ما قال لي أبو عبد الله الصادق عليهالسلام : فجئت إلى المهدي وقد حجّ (عام ١٦٠ ه) وهو يخطب الناس في ظلّ الكعبة ، فما شعر إلّاوأني قمت من تحت المنبر فقلت له : يا أمير المؤمنين! لي الأمان وأدلك على نصيحة لك عندي؟ قال : نعم ، ما هي؟ قلت : أدلك على موسى بن عبد الله بن الحسن
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٢٩٢ ـ ٢٩٣.
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣٣٣.
(٣) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣٢٥.
(٤) المصدر : ٣٢٨.