(المثنّى) فقال لي : نعم ، لك الأمان. فقلت له : أعطني ما أثق به. فأخذت منه عهوداً ومواثيق وتوثّقت لنفسي ثمّ قلت : أنا موسى بن عبد الله! فقال لي : إذاً تُكرم وتُحبا! فقلت له : حوّلني إلى بعض أهلك يقوم بأمري عنك. فقال : انظر من تريد؟ فقلت : عمّك العباس بن محمّد العباسي. فقال العباس : لا حاجة لي فيك. فقلت : ولكن لي فيك حاجة فأسألك بحقّ أمير المؤمنين إلّاقبلتني! فقبلني شاء أو أبى. وقال لي المهدي : من يعرفك؟ فقلت : هذا موسى بن جعفر (عليهالسلام فكان حاضراً) وهذا الحسن بن زيد الحسني ، وهذا الحسن بن عبد الله بن العباس يعرفونني ، فقالوا له : نعم وكأنه لم يغب عنّا.
قال موسى : وهنا كذبتُ على جعفر (الصادق عليهالسلام) كِذبة! قلت : يا أمير المؤمنين! ولقد أخبرني بهذا المقام أبو هذا (موسى بن جعفر عليهالسلام) وأمرني أن أقرئك السلام وقال : إنّه إمام عدل وسخاء!
قال موسى : فأمر لموسى بن جعفر بخمسة آلاف دينار! فوصل بها عامة أصحابه ووصلني وأحسن صلتي حيث أمر لي منها بألفي دينار!
ثمّ قال موسى الحسني : فحيث ما ذكر وُلد محمّد بن علي بن الحسين (الباقر عليهالسلام) فقولوا : صلّى الله وملائكته وحملة عرشه والكرام الكاتبون عليهم ، وخُصّوا أبا عبد الله الصادق بأطيبِ ذلك ، وجزى الله موسى بن جعفر عليهالسلام عنّي خيراً ، فأنا والله بعد الله مولاهم (١)!
وعليه فالكاظم عليهالسلام حجّ مع حجّ المهدي العباسي في أوائل أمره سنة (١٦٠ ه) وحضر خطبته في المسجد الحرام وقبل صلته ووصل بها عامة أصحابه ، وخصّ مسبّبها موسى الحسني بصلة خاصّة ، ولم ينكر عليه جهراً كذبه على أبيه
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٣٦٥ ، ٣٦٦ ، الحديث ١٧.