وفي يده كتاب وبين يديه شمعة ، فلمّا سلّمت عليه رمى إليّ بالكتاب وقال لي : هذا كتاب (جعفر) بن سليمان يخبرنا أن جعفر بن محمّد قد مات ، ثمّ استرجع ثلاث مرات ثمّ قال : وأين مثل جعفر؟!
ثمّ قال لي : اكتب إليه إن كان أوصى إلى رجل فقدِّمه واضرِب عنقه! فكتبت الكتاب وارسل.
قال : فرجع إليه الجواب : إنّه قد أوصى إلى خمسة : أبي جعفر المنصور و (جعفر) بن سليمان ، وعبد الله وموسى وحميدة. وفي آخر : ذكر أنّه أوصى إلى أبي جعفر المنصور وعبد الله وموسى ومحمّد بني جعفر ومولاة له. فقال المنصور : ليس إلى قتل هؤلاء سبيل (١)! هذا في بغداد.
وفي النجف الأشرف كان جماعة من متفقّهة الشيعة يستمعون إلى أبي حمزة الثمالي ثابت بن دينار ، إذ أقبل إليهم أعرابي ـ وكأنّه عرفهم من شيعة جعفر ـ فقال لهم : أنا جئت من المدينة وقد مات جعفر بن محمّد ، فشهق أبو حمزة وضرب بيديه وسأل الأعرابي : فهل سمعت بوصية له إلى من؟ قال : نعم ، أوصى إلى المنصور وإلى ابنيه عبد الله وموسى!
فقام إلى جوار مرقد علي عليهالسلام فصلّى ، ثمّ فسّر لهم : أنّه لما أدخل الصغير مع الكبير دلّ على أن الكبير ذو عاهة وإلّا لكان يكتفي به ، وأما المنصور فإنما هو لستر الأمر عليه (٢) وقد أجاد الاجتهاد!
وكان أربعة إخوة من صلحاء موالي بني أسد هم من صلحاء موالي الصادق عليهالسلام : شهاب ووهب وعبد الرحمن وعبد الخالق أبناء عبد ربّه (٣) كلهم خيار
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٣١٠ ـ ٣١١. وفيه : أبو أيوب النحوي ، تصحيف.
(٢) الخرائج والجرائح ١ : ٣٢٨ ، الحديث ٢٢.
(٣) اختيار معرفة الرجال : ٤١٣ ، الحديث ٧٧٨.