بالكافور ثمّ بالقراح وفيه سبع وُريقات سدر (١) وعليه فلا تصحّ أخبار «الإمام لايغسله إلّاالإمام» إلّابمعنى سواء باشر بنفسه أو أمر من يفعل أو برضاه إن غاب.
ثمّ حُمل على عواتق الرجال وكواهلهم يشيّعونه إلى البقيع وحُفر له بجنب أبيه وجدّه ، فلمّا حثّوا التراب على ضريحه اندفع شاعره أبو هريرة الأبّار العجلي البصري برثائه قال :
أقول وقد راحوا به يحملونه |
|
على كاهل من حامليه وعاتق |
أتدرون ماذا تحملون إلى الثرى |
|
ثبيراً ثوى من فوق علياء شاهق |
غداة حثا الحاثون فوق ضريحه |
|
تراباً ، وأولى كان فوق المَفارق |
أيا صادق ابن الصادقين ؛ أليّةً |
|
بآبائك الأطهار ، حلفة صادق |
لحقّاً بكم ذوالعرش أقسم في الورى |
|
فقال ، تعالى الله : «ربّ المشارق» |
نجوم هي «اثنا عشرة» كنّ سُبّقاً |
|
إلى الله في علم من الله سابق (٢) |
ومنذ سنة (١٤٦ ه) ولّى المنصور على المدينة جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس ، وعزله سنة (١٤٩ ه) (٣) فكتب إليه بوفاة الصادق عليهالسلام.
وكان من كتّاب المنصور أبو أيوب الخَوزي (٤) المورياني (٥) ، فروى الكليني بسنده عنه قال : في جوف الليل بعث عليَّ المنصور فأتيته فإذا هو على كرسيّ
__________________
(١) التهذيب ١ : ٣٠٣ ، الحديث ٨٨٢ ، والاستبصار ١ : ٢٠٧ ، الحديث ٧٢٩.
(٢) مقتضب الأثر للجوهري ق ٤ : ٥٢.
(٣) تاريخ خليفة : ٢٨٣.
(٤) لعله هو إبراهيم بن يزيد الخوزي كما في تاريخ خليفة : ٢٧٩. وفي اليعقوبي ٢ : ٣٨٩ : كان المنصور على عهد بني أُمية عاملاً لسليمان بن حبيب المهلّبي الأزدي ، فعتب على المنصور فأمر بضربه وحبسه! فتخلصه كاتب سليمان : أبو أيوب ، فحفظ المنصور له ذلك فلما استخلف استوزره! وفي سنة (١٥٤ ه) سخط عليه فاستصفى أمواله وقتله!
(٥) كما في تاريخ خليفة : ٢٨٧.