الحسن وهو يصلي في مصلّى النبي صلىاللهعليهوآله فأشار بيده إليّ وهو يصلّي ، فأتيته ، فلمّا انصرف قال لي : رأيتك محتاراً! فأردت أن أعظك لعلّ الله ينفعك بها!
إن الله قد وضعك موضعاً لم يضع به أحداً إلّامن هو مثلك! وإنك قد أصبحت في حداثة سنّ ، والناس يبتدرونك بأبصارهم ، والخير والشر يبتدران إليك! فإن تأت بما يُشبه سلفك فما نرى شيئاً أسرع إليك من الخير! وإن تأت بما يخالف ذلك فو الله لا ترى شيئاً أسرع إليك من الشرّ! وإنّه قد توالى لك آباء ، وإن أدنى آبائك زيد بن علي الذي لم أر فينا ولا في غيرنا مثله! فعليّ فحسين فعليّ عليهمالسلام.
وكأنه بهذا ونحوه استدرجه إلى مقالة الزيدية بالخروج بالسيف ، وإلى ابنه محمّد بن عبد الله الحسني ، وكأنّ الحسين وهو مقيم بدار الصادق عليهالسلام أثّر بدوره في عبد الله الأفطح بن الصادق عليهالسلام فأخرجه معه مع محمّد الحسني بالمدينة ثمّ إلى البصرة مع أخيه إبراهيم ، ثمّ رجعا أدراجهما إلى المدينة وتواريا ، ثمّ لما لم يذكر في من طُلب ظَهرا. وكان الحسين يكثر البكاء على أبيه وأخيه يحيى ، وسألْته امه : ما أكثر بكاءَك! فقال : وهل ترك السهمان والنار سروراً يمنعني من البكاء! يعني بالسهمين ما قتل به أبوه وأخوه ، ولعله بالنار يعني البكاء توبة مما فعل بخروجه معهما.
وروى الاموي الزيدي عنه قوله : شهد مع محمّد بن عبد الله من ولد الحسين بن علي أربعة : أنا وأخي عيسى ، وعبد الله وموسى بن جعفر عليهالسلام (١).
ونقل هذا المامقاني ولم يعلّق عليه! فعلّق عليه المحقق الشوشتري قال : لكنه خبر مختلَق ، لاشتماله على أن الكاظم عليهالسلام خرج مع محمّد ، وحاشاه أن يفعل
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٢٥٧ ـ ٢٥٨.