من ولده ، ولا ينبغي أن يكون هذا منهم. وما كان بقي من الزيدية إلّاهذه العصابة التي خرجت مع الحسين وقد ظفر أمير المؤمنين بهم. ولم يزل يرفّق به حتّى سكّن غضبه.
وكان علي بن يقطين حاضراً فكتب بصورة الأمر إلى أبي الحسن الكاظم عليهالسلام ، فلمّا ورد الكتاب عليه وأصبح أحضر أهل بيته وجمعاً من «شيعته» وأطلعهم على ما ورد عليه من الخبر ثمّ استشارهم بهذا الصدد ، فقالوا : نشير عليك أن تباعد شخصك عن هذا الجبّار وتغيّب شخصك دونه ، فإنه لا يؤمن شرّه وعاديته وغشمهُ ، ولا سيما وقد توعّدك!
فقال لهم : ليفرّج عن روعكم ، إنّه لا يرد أوّل كتاب من العراق (بعد هذا) إلّا بموت موسى بن المهدي وهلاكه! فقالوا : وما ذاك أصلحك الله؟! فقال : سأُخبركم عنه :
بينما أنا جالس في مصلّاي بعد فراغي من وردي (نوافل الليل أو التعقيبات) وقد تنوّمت عيناي ، إذ سنح لي جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآله في منامي ، فشكوت إليه موسى بن المهدي وذكرت له ما جرى منه في أهل بيته وأ نّى مشفق من غوائله.
فقال لي : لتطب نفسك يا موسى ، فما جعل الله لموسى عليك سبيلاً! ثمّ أخذ بيدي وقال قد أهلك الله آنفاً عدوّك فليحسن شكرك لله! ثمّ استقبل الكاظم عليهالسلام القبلة ورفع يديه إلى السماء يدعو ....
وكان جماعة ممن حضر من خاصة الكاظم عليهالسلام من أهل بيته و «شيعته» يحضرون مجلسه ومعهم في أكمامهم ألواح آبنوس (آبنوش) لِطاف وأميال (للكتابة) فأخرجوا وكتبوا ما دعا به.