قال : أتيت الأمير عُقبة بن سَلَم فأخبرته خبري ، فأعدّ لي منزلاً أمر لي فيه بما أحتاج إليه ، وأجرى عليَّ جراية تفضُل على مؤونتي.
ويظهر من خبر أنّ ذلك كان لأواخر أمر بني امية أو أوائل بني العباس ، فقد نقل الأُموي الإصفهاني : أنّ السيّد أنشد قصيدة تهنئة لأبي العباس السفّاح بالكوفة ، كنّى فيها عن قتل عبد الله بن علي العباسي في الشام لطغام بني أُمية فقال :
دونكموها يا بني هاشم |
|
فجدّدوا من آيها الطامسا |
لم يُبقِ «عبد الله» بالشام من |
|
آل أبي العاص امرءاً عاطسا |
فلست من أن تملكوها إلى |
|
هبوط عيسى منكم آيسا |
في أكثر من عشرة أبيات ، فأمر له بجارية وخادم وآخر يحمل له بدرة دراهم ، وآخر يسوس له فرسه ، وآخر يحمل له تختاً من صنوف الثياب ، وأن يُجروها له كلّ سنة (١).
ولأواخر السفّاح أو أوائل المنصور أنشد قصيدة قصد بها بني امية ذماً حتّى «ابن أروى» قال :
ملك ابن هند و «ابن أروى» قبله |
|
ملكاً أمرّ بحلّة الإبرام |
وبلغ ذلك المنصور فاستدعاه واستنشده فأنشده إياها فقال له : شكر الله لك يا إسماعيل حبّك لأهل البيت! ومدحك لهم ، وجزاك عنّا خيراً. ثمّ التفت إلى حاجبه الربيع وقال له : ادفع إلى إسماعيل فرساً وعبداً وجارية وأعطه كل شهر ألف درهم (٢).
__________________
(١) الغدير ٣ : ٣٨٣ ، عن الأغاص ٧ : ٢٥٩.
(٢) أخبار السيّد اگ مفي : ١٦٢.