أبي ليلى (١) ثمّ أقرّه أبو العباس السفاح حتّى مات (٢) ثمّ أقره المنصور حتّى مات القاضي سنة (١٤٨ ه) (٣) ومرّ خبر الكشي عن ابن قولويه بسنده عن أبي كهمَس : أن محمد بن مسلم الثقفي القصير شهد عند ابن أبي ليلى بشهادة فردّ شهادته ، فكلّف الإمام أبا كهمس أن يسأل ابن أبي ليلى ثلاث مسائل فلما يتوقف فيها يبلّغه عنه قوله : ما حملك أن رددت شهادة رجل أعرف منك بأحكام الله وأعرف بسنة رسول الله صلىاللهعليهوآله : محمد بن مسلم الطائفي القصير؟ فلما أبلغه ذلك أرسل فدعاه فأجاز شهادته (٤).
فلما مات ابن أبي ليلى ، استقضى المنصور شريك بن عبد الله النخعي ، فما زال حتّى مات المنصور (٥) بل حتّى سنة (١٧٨ ه) (٦) فشهد عنده محمد بن مسلم الثقفي مع أبي كُريبة الأزدي ، فنظر مليّاً في وجهيهما ثمّ قال : «جعفريان» فردّ شهادتهما! وذلك هو ردّها من قبل عند ابن أبي ليلى!
فقالا ـ أو قال الثقفي وتابعه الأزدي ـ نسبتنا إلى أقوام لا يرضون بأمثالنا أن يكونوا من إخوانهم ؛ لما يرون من خفّة ورعنا! ونسبتنا إلى رجل (جعفر) لا يرضى بأمثالنا أن يكونوا من «شيعته» فإن تفضّل وقبلنا فله المنّ علينا والفضل!
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٢٣٥.
(٢) تاريخ خليفة : ٢٧٢.
(٣) تاريخ خليفة : ٢٧٨.
(٤) اختيار معرفة الرجال : ١٦٣ ، ١٦٤ ، الحديث ٢٧٧.
(٥) تاريخ خليفة : ٢٨٦.
(٦) تاريخ خليفة : ٢٩٨.