فتبسّم شريك ثمّ قال : إذا كانت الرجال فلتكن من أمثالكم! ثمّ قال لكاتبه : يا وليد! أجز شهادتهما هذه المرة! فلما حجّا أخبرا الإمام بالكلام فقال : ما لشريك؟ قيدّه الله بشراكين من نار (١).
فهذه هي أولى بوادر إطلاق نسبة «الجعفرية» على شيعة جعفر عليهالسلام.
وبهذا قال القاضي النعمان المغربي المصري الإسماعيلي (م ٣٦٣ ه) : إلى أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليهالسلام نسبت «الجعفرية» من فرق الشيعة .. وفي ذلك يقول السيّد إسماعيل الحميري البصري شعراً :
«تجعفرت» باسم الله ، والله اكبر |
|
وأيقنت أن الله يعفو ويغفر |
في شعر طويل ، وقال يعتذر إليه :
أيا راكباً ـ نحو المدينة ـ جَسرة |
|
همرجانة يُطوى بها كلّ سبسب |
إذا ما ـ هداك الله ـ عاينت «جعفراً» |
|
فقل لوليّ الله وابن المهذَّب |
ثمّ أكملها عشرة أبيات (٢) وقال : وتتابعوا على ذلك في الرجوع في أيام جعفر بن محمّد عليهالسلام ، فسُمّوا «بالجعفرية» (٣).
وروى الصدوق (م ٣٨٦ ه) بسنده عن حيّان السرّاج رواية شعر السيد ابن محمّد الحميري عنه قال : كنت أعتقد غيبة محمّد بن الحنفية زماناً ، حتّى منّ الله عليَّ بالصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام وهداني به إلى سواء الصراط وأنقذني من النار! حيث صحّ عندي ـ بالدلائل التي شاهدتها منه ـ أنّه حجة الله عليَّ وعلى جميع
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ١٦٢ ، الحديث ٢٧٤.
(٢) شرح الأخبار ٣ : ٢٩٣ ـ ٢٩٤. ثمّ فسّر : الجسرة الطويلة ، والمهرجانة السريعة ، والسبسب بالصحراء الواسعة.
(٣) شرح الأخبار ٣ : ٢٩٨.