أهل زمانه ، وأ نّه الإمام الذي فرض الله طاعته وأوجب الاقتداء به! فتبت إلى الله تعالى ذكره على يديه ، وقلت قصيدتي التي أوّلها :
فلمّا رأيت الناس في الدين قد غووا |
|
«تجعفرت» باسم الله في مَن «تجعفروا» |
وناديت باسم الله ، والله اكبر |
|
وأيقنت أن الله يعفو ويغفر |
ودِنت بدين الله ما كنت دائناً |
|
به ، ونهاني سيد الناس «جعفر» |
وأتمّها عشرة أبيات ثمّ قال : إلى آخر الأبيات وهي طويلة. قال : وقلت بعدها قصيدة أُخرى :
أيا راكباً ـ نحو المدينة ـ جَسرة |
|
عذافرة يُطوى بها كل سبسب (١) |
ثمّ أتمها عشرين بيتاً ، ولا نجده فيما وجد من كتاب «أخبار شعراء الشيعة» للمرزباني الخراساني (م ٣٨٤ ه) ولكنّه خصّه بكتابه «أخبار السيّد الحِميري» وفيه نقل عن رواية السيّد الآخر : خلف الحادي عن السيّد قال : حدثّني علي بن شجرة عن أبي بُجير (عبد الله بن النجاشي الأسدي والي الأهواز للمنصور) عن الصادق عليهالسلام : قدم أبو خالد الكابلي من كابل إلى المدينة وقال بإمامة محمّد بن الحنفية ، ثمّ سمعه يقول لعليّ بن الحسين عليهماالسلام : يا سيدي! فسأله عن السبب فيه فأخبره بمحاكمته إلى الحجر الأسود ، قال : فسمعتُ الحجر يقول لي : يا محمّد ؛ سلّم الأمر لابن أخيك فإنه أحق منك!
وكان السيّد يمدح أبا بُجير الأسدي قال : وكان إمامياً فكان يعيّرني بمذهبي ويأمل منّي تحولاً إلى مذهبه (٢).
__________________
(١) كمال الدين : ٣٠ ـ ٣٥.
(٢) أخبار السيّد الحِميري : ١٦٤ ، كما في الغدير ٣ : ٣٥٥.