لخواصّه وأهل بيته ، ويجلس سليمان وابنيه معه على الكراسي والنمارق! وبلغ ذلك إلى سُديف بن ميمون مولاهم وكان مع داود بن علي وكان شاعراً ، فنظم شعراًفي ذلك وارتحل إليه بزيّ أعرابي حتّى أناخ ناقته وعقلها بباب قصر السفّاح بالأنبار وانتظر الإذن ، وإذا بأبي الجهم من خواص قوّاد السفّاح يهمّ بالدخول عليه فقال له : استأذن لي على أمير المؤمنين وأنا مولاه سُديف! فقال له : اذهب وضع عنك ثياب سفرك وعُد ، وسأستأذن لك عليه ، فقال له : إني آليت أن لا أضع عني ثوباً ولا أحلّ لثاماً حتّى أنظر إلى وجهه! فدخل أبو الجهم على السفّاح وأخبره به فأذن له ، فدخل أعرابي فوقف وسلّم عليه بإمرة المؤمنين ثمّ تقدّم فقبّل يديه وبين رجليه! ثمّ تأخّر واندفع يقول شعراً :
أصبح الملك ثابت الأساس |
|
بالبهاليل من بني العباس! |
يا أمير «المطهِّرين من الرج |
|
س» ويا منتهى كل رأس! |
أنت «مهديّ» هاشم وهداها! |
|
كم اناس رجوك بعد إياس! |
لا تقيلنّ «عبد شمس» عثاراً |
|
واقطعن كل رقلةٍ وغِراس! |
أفنِها أيها الخليفة واحسم |
|
عنك بالسيف شأفة الأرجاس! |
أنزلوها بحيث أنزلها اللّ |
|
ه بدار الهوان والإتعاس! |
ولقد ساءني وساء قبيلي |
|
قربهم من نمارق وكراسي! |
خوفهم أظهر التودّد منهم |
|
وبهم منكمُ كحزّ المواسي! |
واذكروا مصرع «الحسين» وزيد |
|
وقتيلاً بجانب المِهراس (١) |
والقتيل الذي بحرّان أَمسى رهن رمسٍ في غربة وتناسي (٢) |
|
نِعم كلب الهراش مولاك لولا |
حلّهُ من حبائل الإفلاس! |
__________________
(١) المهراس موضع كان يجتمع فيه الماء من جبل احد ويقصد به حمزه قتيل اميه
(٢) يعنى ابراهيم بن محمد الامام العباسى القتيل فى سجن حران