تلعّب بالخلافة هاشمي |
|
بلا وحي أتاه ولا كتاب |
فقل لله : يمنعني طعامي |
|
وقل لله : يمنعني شرابي! |
فلم يُمهل بعد قوله هذا إلّاأياماً حتّى قُتل!
وقبله : قرأ ذات يوم قوله سبحانه : (وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ* مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ) فنصب المصحف غرضاً لنشّابه وأقبل يرميه وهو يقول :
أتوعد كل جبّار عنيد! |
|
فها أنا ذاك جبّار عنيد! |
إذا ما جئت ربّك يوم حشر |
|
فقل : يا ربّ مزّقني الوليد |
ودخل عليه بعض حجّابه فقال له : يا أمير المؤمنين! إنّ بالباب جمعاً من وفود العرب ومن قريش! والخلافة تُجلّ عن هذه المنزلة وتُبعد عن هذه الحال! فقال لهم : اسقوه! فأبى ، فأمر بقمع (محقان) فجعلوه في فيه وسقوه حتّى أسكروه (١)!
وهو أول من حَمل المغنّين من البلدان إليه : ابن سُريج ، وابن عائشة مولى قريش ، وابن محرز ، ودحمان ، وطويس ، والفريض ، ومعبد ، فغلبت شهوة الغناء عليه وعلى خاصته والعامة ، واتّخذ القيان لذلك ، فكان صاحب سماع للغناء واللهو والطرب والشرب ، وكان ماجناً خليعاً (٢)! آيساً من رحمة ربّه يقول :
اسقني ـ يا يزيد ـ بالقر قارة |
|
قد طربنا وحنّت الزُمّارة |
اسقني إسقني فإنّ ذنوبي |
|
قد أحاطت ، فما لها كفّارة! |
__________________
(١) مروج الذهب ٣ : ٢١٦ و ٢١٧.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٢١٣.