وكان إنّما أخرجه خروج رافع بن الليث وإخوته عليه في سمرقند ، وكان معه ابنه المأمون فسيّره إلى مرو مع جمع من قوّاده ، فأسروا بشير بن الليث أخا رافع وأوصلوه للرشيد بطوس ، فقال له : والله لو لم يبقَ من أجلي إلّا أن أُحرّك شفتي بكلمة ، لقلت : اقتلوه! ثمّ دعا بجزّار وأمره أن يفصله عضواً عضواً (١).
ثمّ دعا من بعسكره من العباسيين فأوصاهم بالأمين والمأمون وأقطع لهم رباعاً وضياعاً وأموالاً كثيرة (٢) فلمّا فرغ من ذلك اغمي عليه ثمّ مات ، وله (٤٤) سنة ، فدفن هناك.
وكان تام الخلقة أبيض أقرب إلى السمن طويلاً جميلاً قد خالطه الشيب ، وله وفرة. واختلّت أُموره بعد البرامكة وبان للناس سوء سياسته وقبح تدبيره (٣).
وكان طبيبه الخاص بختيشوع النصراني وابنه جبرئيل ويوحنّا بن ماسويه السُرياني الذي تولّى تعريب الكتب الطبّية القديمة وكان يدرّسها ويجتمع لديه تلامذة كثيرون (٤).
وكان وفاة الرشيد آخر جمادى الأُولى أو أول جمادى الآخرة (٥) ولكن اليعقوبي (العباسي) قال : لأوّل جمادى الأُولى ، وصلّى عليه ابنه صالح ،
__________________
(١) مختصر تاريخ الدول : ١٣٠.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٣٦٦.
(٣) التنبيه والإشراف : ٢٩٩.
(٤) مختصر تاريخ الدول : ١٣٠ ـ ١٣١.
(٥) تاريخ خليفة : ٣٠٥.