وجاء في أخبار خطيب بغداد : أن موسى لما كان صغيراً كانت شفته العليا تتقلّص ، فوكّل أبوه به خادماً كلما رآه مفتوح الفم قال له : موسى أطبق فمك ، فيفيق على نفسه ويضم شفتيه ، فشهر بلقب : موسى أطبق! نقله السيوطي وزاد عنه : أن أباه كان قد أوصاه بتعقيب الزنادقة ، فجدّ في أمرهم حتّى قتل منهم خلقاً كثيراً.
وأردف عن الذهبي : أنّ الهادي كان يركب حماراً فارهاً ولا يقيم ابّهة للخلافة ، وكان يلعب ويتناول المسكر! وقال غيره : بل هو أول من مشت الرجال بين يديه بالسيوف المرهفة والأعمدة والقِسيّ الموترة ، فاتبعه عمّاله في ذلك (١).
وقال المسعودي : بويع وهو دون خمس وعشرين سنة .. وكان قاسي القلب ، شرس الأخلاق ، صعب المرام (٢) ، طوالاً جسيماً أبيض أشدّ الناس بدناً وأجرأهم مقدماً في تسرّع وجبرية يُنسب بهما إلى الهَوْج! واستوزر مولاه الربيع بن يونس واستقضى أبا يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري الأوسي صاحب أبي حنيفة (٣) ويجالس عيسى بن دأب من الحجاز ، وكان أكثر أهل عصره أدباً وعلماً ومعرفة بأخبار الناس وأيامهم (٤) ثمّ هلك الربيع بن يونس ، فقيل : إنّه كانت له جارية أهداها المهدي لابنه الهادي ، فلأجلها سقى الهادي الربيع شربة مسمومة قتله بها (٥).
وحضره أبو الخطّاب السعدي ينشده قصيدة في مدحه إلى أن قال :
يا خير من عقدت كفّاه حُجزته |
|
وخير من قلّدته أمرها مُضر! |
__________________
(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣٣٦ ـ ٣٣٧.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٣٢٥.
(٣) التنبيه والإءاف : ٢٩٧ ـ ٢٩٨.
(٤) مروج الذهب ٣ : ٣٢٥.
(٥) مروج الذهب ٣ : ٣٢٦.