ثمّ مضى ابن الحائك فأخبر العُمريّ فدعا بهما فوبّخهما وتهدّدهما! أنّه إن لم يجئ به الحسين ليضربّنه ألف سوط ، وإن وقعت عينه على الحسن بن محمّد ليقتلنّه من ساعته! وخرجا من عنده وهما مغضبان.
ثمّ وجّه الحسين إلى الحسن بن محمّد قال : يابن عمي ، قد بلغك ما كان بيني وبين هذا الفاسق ، فامض حيث أجبت! وقال الحسن : لا والله بل أجيء الساعة إليك حتّى أضع يدي في يده!
ثمّ وجّه إلى بني الحسن وفتيانهم ومواليهم فاجتمعوا ستة وعشرين رجلاً من ولد علي عليهالسلام ونفر من مواليهم وعشرة من الحجّاج ، وكان بينهم وبين مسيرهم إلى مكة للحجّ عشرة أيام. ولم يتخلّف عنه من الطالبيّين إلّاالكاظم عليهالسلام (١).
ثمّ يسند الإصفهاني الأُموي الزيدي عن ابن القطّان : أنّه سمع من يحيى بن عبد الله المحض (الذي فرّ من المعركة) ومن الحسين الحسني قولهما : ما خرجنا حتّى شاورنا أهل بيتنا ، وحتّى موسى بن جعفر عليهالسلام فأمرنا بالخروج (٢)! وهنا يسند عن عنيزة القصباني : أنّه رأى أن موسى بن جعفر عليهالسلام جاء إلى الحسين صاحب الفخّ وركع عليه وقال له : أحبّ أن تجعلني في حلّ من تخلّفي عنك! فقال له : أنت في سعة (٣).
بل أسند الكليني عن عبد الله بن المفضل مولى ابن جعفر : أنّ الحسين دعا الكاظم إلى بيعته بعد أن احتوى على المدينة! ولكنّه لم يُكرهه عليها ، كما يأتي.
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٢٩٤ ـ ٢٩٧.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٣٠٤.
(٣) مقاتل الطالبيين : ٢٩٧ ـ ٢٩٨.