وأعطيك ألف ألف (مليون) درهم! وانزلك أيّ البلاد أحببت ، واطلق مَن في حبسي من أهلك! وإن شئت أن تستوثق لنفسك فابعث إليّ من شئت ليأخذ لك الأمان والمواثيق والعهود ، والسلام.
فكتب إليه محمد بن عبد الله : من محمد بن عبد الله «المهدي» إلى عبد الله بن محمد (العباسي) : (طسم* تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ* ... مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (١)) وأنا أعرض عليك الأمان مثل ما عرضت عليَّ! وإنما ادّعيتم هذا الأمر بنا ، وخرجتم له «بشيعتنا» وحظيتم بفضلنا ، وإنّ أبانا كان هو «الوصي والإمام» فكيف ورثتم ولايته وولده أحياء؟!
ثمّ قد علمت أنّه لم يطلب هذا الأمر أحد له نسبنا وشرفنا! لسنا من أبناء «الطلقاء» ولا الطرداء ولا اللعناء! ولا يمتّ أحد من بني هاشم بمثل ما نمتّ به من القرابة والسابقة والفضل! فإنا بنو فاطمة بنت رسول الله في الإسلام دونكم ، ووالدنا علي أول الناس إسلاماً وأول من صلّى مع رسول الله صلىاللهعليهوآله .. فأنا أوسط بني هاشم نسباً وأشرفهم أباً! لم تنازع في «أُمهات الأولاد» ولم تعرق فيّ «العجم»!
وأما قولك عن الإمان فأيّ الأمانات تعطيني؟! أمان عمّك عبد الله بن علي؟! أو أمان أبي مسلم؟! أو أمان (يزيد بن عمر) ابن هُبيرة؟! والسلام.
فكتب إليه المنصور : أما بعد ، فقد وقفت على كتابك فإذا جلّ فخرك بقرابة النساء! لتضلّ به الجفاة والغوغاء! ولم يجعل الله النساء كالعمومة والإناث «كالعصبة» والأولياء! فإنّ الله جعل العمّ أباً! وزعمت أنك لم تلدك أُمهات الأولاد ، فقد فخرت على من هو خير منك! وما خياركم إلّامن أُمهات الأولاد ، لأ نّه ما ولد فيكم بعد رسول الله مثل علي بن الحسين وأُمه أُم ولد ، وهو خير منك
__________________
(١) القصص : ١ ـ ٦.