التميمي ، فسار في البحر إلى عمان وعاد بلا جهاد (١) ذلك أنّ غلة محمّد بن سليمان بالبصرة بلغت كل يوم مئة ألف درهم ، ومات في سنة (١٧٣ ه) فكان مبلغ ما قبضه الرشيد من أمواله خمسين ألف ألف درهم ونيفاً سوى الضياع والدور والمستغلات! وفيها ماتت أُمّ الرشيد خيزران ، وكانت غلّتها مئة وستين (مليون) درهم (٢).
وفي أواخر العام الأوّل من حكمه سنة (١٧١ ه) أمر مولاه فرج الخصي التركي فحصّن حصن طرسوس على ثغر الروم وأسكنها الناس. وأغزى إليها سليمان بن عبد الله الأصم فدخل بلاد الروم وغنم وسلم ، وقبلها قدمت الروم لفداء أسراها (٣) وكانت الثغور تابعة للجزيرة وقنسّرين فعزلها عنهما وجعلهما حيّزاً واحداً أسماها العواصم (٤).
ومرّ خبر عيسى بن شهلاثا الطبيب النصراني من جنديشاپور للمنصور وطرده. وفي سنة (١٧١ ه) مرض الرشيد بصداع شديد لم يعالجه أطباؤه ، فقال ليحيى البرمكي : اطلب لي طبيباً ماهراً فوصف له بَخْتْ يَشوع بن جورج يوس الطبيب النصراني الجندي شاپوري السابق للمنصور. فأرسل البريدَ لطلبه من جنديشاپور ، فجاء وأُدخل على الرشيد وعالجه فأكرمه وخلع عليه ووهبهه أموالاً وافرة وجعله رئيس أطبّائه ومنهم : يوحنّا بن ماسويه السُرياني النصراني ولّاه الرشيد ترجمة الكتب الطبية القديمة (٥).
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٢٩٥.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٣٣٧.
(٣) تاريخ خليفة : ٢٥٦ و ٢٩٥.
(٤) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٩٤.
(٥) تاريخ مختصر الدول : ١٣٠ ـ ١٣١ ، وفيه : وهناك بختيشوعان آخران : بختيشوع بن جبرئيل وبختيشوع بن يوحنّا.