ولم يُقتل ، بل قُبل قوله في أصحابه فلمّا حُبس الكاظم عليهالسلام قالوا : إنّه لم يُحبس ولم يَمُت (ولا يموت) بل غاب واستتر ، وهو القائم المهدي ، وأ نّه لمّا أراد الغيبة جعل محمّد بن بُشير وصيّه وأعطاه خاتمه وعلمه وجميع ما تحتاج إليه رعيته من أمر دينهم ودنياهم! وفوّض جميع أمره إليه وأقامه مقام نفسه واستخلفه على الأُمة ، فهو الإمام بعده! مفترض الطاعة على الأُمة إلى وقت خروج موسى وظهوره عليهالسلام ، فما يلزم الناس من حقوق في أموالهم وغير ذلك ممّا يتقربون به إلى الله تعالى فالفرض عليهم أداؤه إلى محمّد بن بشير إلى قيام القائم ؛ وزعموا أنّ علي بن موسى عليهالسلام وكلّ من ادّعى الإمامة من ولده مبطلون كاذبون ، ونفوهم عن أنسابهم وكفّروهم لدعواهم الإمامة.
بل كفّروا القائلين بإمامتهم واستحلوا دماءهم وأموالهم! وزعموا أنّ الفرض عليهم من الله تعالى إقامة الصلوات الخمس وصوم شهر رمضان ، وأنكروا الزكاة والحج وسائر الفرائض.
وقالوا بإباحة المحارم والفروج والغلمان ، واعتلّوا في ذلك بقول الله تعالى : (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً (١)) والمواساة بينهم واجبة في كل ما ملكوه من مال أو فرج أو غير ذلك!
ثمّ قال في موسى عليهالسلام بالربوبية وادّعى لنفسه أنّه نبي (٢)! ووسمّوا بالبشيرية.
__________________
(١) الفرقان : ٥٢.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ٤٧٨ ـ ٤٨٠ ، الحديث ٩٠٦ و ٩٠٧ ، وتمامه : ثمّ رُفع خبره إلى هارون أو الخليفة بعده وأ نّه زنديق ، فأخذه وأراد قتله فرغّبه ابن بشير في ما يصنع له لسقي بساتينه ، فاستبقاه ، فصنع له دوالي متتالية وجعل بين ألواحها زيبقاً وعلّقها ، فكانت تعمل بلا عامل! فقرّبه الخليفة وجعل له مرتبة حتّى انكسر منها لوح وخرج الزيبق فتعطلّت ،