ليلة (؟!) من شهر صفر لسنة اثنتين وعشرين بعد المئة للهجرة ، وبلغ ذلك إلى الوالي الثقفي وهو بالحيرة ، وعلى شرطه بالكوفة عمرو بن عبد الرحمن من القارّة وامّه من ثقيف ، ومعهم جيش من الشام عليهم عُبيد الله بن العباس الكندي (١).
وبلغه خبر من بايع زيداً من أهل المدائن وواسط ، فشحن واسطاً بالخيول وحصّنها وتوثق من أبوابها واشتد عليهم ، وكذلك المدائن (٢) وكذلك الكوفة بل أشدّ كما سيأتي.
وقد مرّ الخبر أنّ زيداً كان ينزل فيمن ينزل عليه على عامر البارقي وطعمة التميمي وامّه من بني بارق وهو نازل فيهم ، فانطلق سُراقة بن مالك البارقي إلى يوسف بن عمر بالحيرة فأخبره بنزول زيد بدارهما في بني بارق! فبعث يوسف يطلب زيداً بدارهما فلم يوجد عندهما واخذا إليه ، واستبان منهما أمر زيد وأصحابه (دون مكانه). وتخوّف زيد أن يؤخذ فعجّل (٣) الأجل المعهود إلى اسبوع قبله.
وبلغ يوسف بن عمر : أنّ زيداً قد عزم على الخروج قريباً ، فبعث إلى الحكم بن الصلت يوم الثلاثاء لثمان بقين من شهر صفر (٤) وأمره أن يجمع أهل الكوفة في المسجد الأعظم ويحصرهم فيه! فبعث الحكم إلى العُرفاء والشُرط والمناكب والمقاتلين فأدخلهم المسجد ، يوم الثلاثاء قبل خروج زيد بيوم. ثمّ نادى مناديه : ألا إنّ الأمير يقول : من أدركناه في رحله فقد برئت منه الذمّة! فادخلوا المسجد الأعظم. فأتى بقية الناس إلى المسجد الأعظم (٥).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٧ : ١٨٠ ـ ١٨١.
(٢) أنساب الأشراف ٤ : ٢٤٨ ، الحديث ٢٥١.
(٣) تاريخ الطبري ٧ : ١٨٠ عن أبي مخنف ، ومقاتل الطالبيين : ٩٢.
(٤) كذا هنا ، وسيأتي أنّه كان المحرم.
(٥) تاريخ الطبري ٧ : ١٨١ ، ومقاتل الطالبيين : ٩٢ كلاهما عن الكلبي عن أبي مخنف.