وسمع من عبد الله بن شريك العامري عن أبيه سيرة علي عليهالسلام يوم الجمل ويوم صفين في قتل المدبرين والجرحى ، فسأله عن اختلاف السيرتين فقال : إن أهل الجمل قتل قائدهم طلحة والزبير ، وإن معاوية كان قائماً يعينهم (١) فكأنه كان في دور تعلّم التشيع. وله كتاب في صفين.
وبلغ من العلم على عهد الباقر عليهالسلام أن قال له : اجلس في مسجد المدينة وأفتِ الناس ، فإني أحب أن يرى في «شيعتي» مثلك (٢) وكذا قال له الصادق عليهالسلام : جالس أهل المدينة ، فإني احب أن يروا في «شيعتنا» مثلك (٣).
فكان إذا قدم المدينة اخليت له سارية من سواري المسجد وتقوّضت حلقات الناس من غيره إليه (٤) فشكى من أمره إلى الصادق عليهالسلام قال له : إني أقعد في المسجد (النبوي).
فيجيء الناس (سوى شيعتكم) فيسألوني فأكره أن اجيبهم بما جاء عنكم وإن لم اجبهم لا يقبلون مني! فقال له عليهالسلام : أخبرهم بما علمت من قولهم (٥).
وجاءه شابّ فقال له : يا أبا سعيد ، أخبرني كم كان مع علي بن أبي طالب من أصحاب النبي؟
فقال له أبان : كأنك تريد أن تعرف فضل علي بمن تبعه من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله؟!
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٢١٨ ، الحديث ٣٩٢.
(٢) رجال النجاشي : ١٠.
(٣) اختيار معرفة الرجال : ٣٣٠ ، الحديث ٦٠٣.
(٤) رجال النجاشي : ١١.
(٥) اختيار معرفة الرجال : ٣٣٠ ، الحديث ٦٠٢.