وسار بلَج الأزدي يريد الشام لحرب مروان ، فأرسل مروان : محمّد بن عطية السعدي في أربعة آلاف لقتالهم ثمّ الأعور باليمن! فأقبل ابن عطية فلقى بلَجاً بوادي القرى فاقتتلوا ، فقُتل بلج وعامة أصحابه وانهزموا إلى المدينة ولحقهم ابن عطية يقتل منهم حتّى دخل المدينة. وكان أبو حمزة الإباضي عاد إلى مكّة ومعه خمسة عشر ألفاً بالأبطح ، فسار ابن عطية إلى مكّة وفرّق خيله على أبي حمزة فأتته خيل من أسفل مكّة وخيل من منى وأتاه هو من أعلى الثنية ، فاقتتلوا حتّى كاد أن ينتصف النهار ، وخرجت عليهم الخيول من بطن الأبطح فألجؤوهم إلى معسكرهم وقتل أبرهة بن الصباح وأبو حمزة وقتل منهم مقتلة عظيمة.
وبلغ الخبر إلى عبد الله بن يحيى الأعور فسار في ثلاثين ألفاً إلى صعدة ، ونزل إليه ابن عطية إلى تَبالة فالتقوا فانهزم الأعور إلى جَرش ، وسار إليه ابن عطية فالتقوا واقتتلوا إلى الليل ، فلمّا أصبحوا نزل الأعور إليه في نحو ألف رجل من حضرموت فقاتلوا حتّى قتلوا وقُتل ابن الأعور وأرسل ابن عطية برأسه إلى مروان بالشام.
وسار ابن عطية إلى صنعاء ، فثار عليه يحيى السبّاق الحميري فأخذ الجَنَد فقاتلوه فانهزم إلى عدن فجمع إليه ألفين ، فسار إليه ابن عطية وقاتله حتّى قتله ومن معه وعاد ابن عطية إلى صنعاء. فخرج عليه بساحل البحر يحيى بن حرب الحميري ، فبعث إليه ابن عطيّة أبا امية الكندي فقتل يحيى ومن معه. وكان الأعور قد استخلف على حضرموت عبد الله بن سعيد خليفة في عدد كثير ، فصبّحهم ابن عطيّة فقاتلهم حتّى الليل ثمّ أتاه كتاب مروان يأمره بموسم الحج ، فصالحهم وخلّف عليهم ابن أخيه عبد الرحمن بن يزيد ، وانطلق لموسم الحج لسنة (١٢٩ ه) في خمسة عشر رجلاً من وجوه أصحابه وأقبل عجِلاً حتّى نزل بقرية شبام من أودية بني مراد فبيّتوهم فقتلوهم!