أبي تراب عليهالسلام ، كما كان كذلك في حكم سهام الأخماس كما مرّ ، وكما كان على تحريم الطِّلاء (النبيذ) (١).
وكانت زوجته فاطمة قد أسمت ابنها باسم أبيها عبد الملك ، وكأنّه كان يستعجل على أبيه لردّ المظالم ، فقال له أبوه عمر : إنّ أهل بيتك هم أهل العدّة والعدد وقِبلهم ما قِبلهم ، فلو جمعت ذلك في يوم واحد خشيت انتشارهم (ثورتهم) عليّ ، ولكنّي انصف في كلّ يوم للرجل والاثنين فيكون أنجع له (٢).
وذات يوم تفرّغ لهم وأفهمهم ما قاله لابنه ، قال يوماً لحاجبه : لا تدخلنّ علي اليوم إلّامروانياً ، فلمّا اجتمعوا قال : يا بني مروان ، إنّي لأحسب ثلث أموال هذه الامة أو ثلثيها في أيديكم ، فقال أحدهم : والله لا يكون ذلك حتّى يُحال بين رؤوسنا وأجسادنا! والله لا نكفّر أسلافنا ولا نُفقر أولادنا! فقال لهم عمر بعذره : والله لولا أن تستعينوا عليَّ بمن أطلب هذا الحقّ له لأضرعت خدودكم! ثمّ قال لهم : قوموا عنّي (٣).
وكان عبد العزيز أوّل مرواني أقرّ لأوّل مرّة بمرّ الحقّ على عثمان أنّه آثر نفسه وأهله بأموال المسلمين قال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قُبض وترك الناس على نهر مورود .. ثمّ وليه ثالث فكرى منه ساقية لنفسه وأهله ، فلم يزل الناس بعده يكرون منه السواقي حتّى تركوه يابساً لا قطرة فيه (٤).
__________________
(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٢٧٩ عن ابن سيرين.
(٢) شرح النهج للمعتزلى ١٧ ٩٨ عن الاخبار الموفقيات لابن بكار ونحو السيوطى ٢٨٦ ـ ٢٨٧.
(٣) شرح النهج للمعتزلى ١٧ ١٠٣
(٤) شرح النهج للمعتزلى ١٧ ١٠٣ ١٠٤ قالها لعمته عاتكة بنت مروان.