وولّاها جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس حتّى سنة (١٤٩ ه) (١).
قال ابن قتيبة : بعثه المنصور إليها ليسكن هيجها وفتنتها ويجدّد بيعة أهلها. فدسّوا إليه من قال له : إن مالك بن أنس كان يفتي الناس بأن أيمان البيعة لا تلزمهم ، لاستكراهكم إياهم عليها ، وزعموا أنّه كان يفتي بذلك جميع أهل المدينة ، بحديث رواه عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «رفع عن امتي الخطأ والنسيان وما اكرهوا عليه».
فدسّ جعفر بن سليمان إليه بعض من لم يكن مالك يخاف أن يؤتى من قبله ، فسأله عن ذلك فأفتى مالك بذلك ، فلم يشعر مالك إلّاورُسل جعفر بن سليمان فأتوه به منتهك الحرمة مزال الهيبة! فأمر به فضُرب سبعين سوطاً! وبلغ بمالك ألم الضرب حتّى أضجعه.
فلمّا بلغ ذلك إلى المنصور أعظمه وأنكره ولم يرضه ، وكتب إليه يستقدمه إلى بغداد فأبى ، فكتب إليه : أن وافني بالموسم العام القابل إن شاء الله فإني خارج إلى الموسم (٢) فحجّ سنة (١٤٧ ه) فالتقى مالك به ، وسيأتي خبره. والآن إذ انتقل المنصور إلى بغداد أحضر الصادق عليهالسلام (٣).
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٢٨٣.
(٢) الإمامة والسياسة للدينوري : ١٧٧ ـ ١٧٨ وأرّخ ذلك بسنة (١٦١ ه) وهو غير صحيح ، لما مرّ أن جعفر العباسي إنّما كان على المدينة من (١٤٦ ه) إلى (١٤٩ ه).
(٣) وهذه هي السنة الأخيرة من حياة الصادق عليهالسلام ، ولذا جاء في آخر الخبر اللاحق عنه عليهالسلام قوله : وما أرى هذه السنة تتمّ لي. هذا ، وقد أرّخ الكليني ميلاد الرضا عليهالسلام بسنة وفاة جدّه الصادق عليهالسلام : (١٤٨ ه) ، أُصول الكافي ١ : ٤٨٦ وعليه فهذا أوان زواج الكاظم بأُم الرضا عليهالسلام ، قبل وفاة الصادق بسنة. إلّاأنّ هذا يقتضي أن يكون في خبر زواجه