وكأنّ المسعودي قصد أن يُسعد الهادي وامه الخيزرانة فنقل : أنّه أشار إليهم أن يحضروها فجاءت حتّى جلست عند رأسه فقال لها : إنّي قد كنت نهيتكِ عن أشياء وأمرتكِ بأُخرى مما أوجبتْه سياسة الملك لا حكم الشرع ببرّكِ! وكنت لكِ بذلك صائناً برّاً وصولاً ولم أكن بكِ عاقاً! وأنا هالك في هذه الليلة مما قضى به مولدي بالري! وسيلي أخي هارون! ثمّ قبض على يدها ووضعها على صدره ثمّ قضى هكذا (١)!
ومات ببغداد في منتصف شهر ربيع الأول سنة (١٧٠ ه) وله (٢٤) عاماً ، وصلّى عليه أخوه هارون (٢).
وفي اليعقوبي : توفى في ليلة الرابع عشر من ربيع الأول (يوم هلاك يزيد بن معاوية) وهو ابن (٢٦) عاماً ، ودفن بقصرهم في عيسى آباد ضاحية بغداد (٣) وفي المسعودي : توفى في عيسى آباد ضاحية بغداد للثامن عشر من ربيع الأول سنة (١٧٠ ه) (٤) وله (٢٥) سنة (٥).
ولمّا مات الهادي أتى يحيى بن خالد البرمكي يبارك للرشيد ملكه وهو يخلّصه من سجنه ، فبينا هو يكلمه إذ أتاه رسول آخر يبشّره بمولود له فسمّاه عبد الله ولقّبه المأمون (من أُمّ ولد خراسانية تسمّى المراجل) وكان قائدهم خزيمة بن خازم السلمي يعلم بعهد جعفر بن الهادي فهجم عليه وأخرجه من
__________________
(١) مروج الذهب ٣ : ٣٣٣ ، فما أحلاه من خبر يطهّرهم جميعاً!
(٢) تاريخ خليفة : ٢٩٤.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٠٦.
(٤) مروج الذهب ٣ : ٣٢٤.
(٥) التنبيه والاشراف : ٢٩٧.