منه. وتبعه على رأيه رجلان من نهد من بني تميم ، يقال لأحدهما : صائد وللآخر بيان ، وكان تبّاناً يبيع التبن بالكوفة ، ثمّ ادّعى هذا أنّ الباقر عليهالسلام أوصى إليه (١).
وكان بيان يفتري الكذب على السجّاد عليهالسلام وبلغ ذلك إلى الباقر عليهالسلام فأعلن لعنه وقال : أشهد أنّ أبي كان عبداً صالحاً ، وأنّ بناناً لعنه الله كان يكذب على أبي (٢) وجاء في خبر أنّ هشام بن الحكم حكى للصادق عليهالسلام نموذجاً من شرك بيان وكفره وغلوّه قال : كان بيان يتأوّل قوله سبحانه : (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ) : أنّ إله السماء غير إله الأرض ، وأنّ آلهة الأرض يعرفون فضل إله السماء ويعظّمونه! فقال عليهالسلام : كذب بيان عليه لعنة الله! لقد صغّر عظمة الله عزوجل (٣).
ولعلّه بلغه أنّ الباقر عليهالسلام كذّبه وبرئ منه ولعنه فادّعى النبوة عن أبي هاشم بن الحنفية وكتب إليه يدعوه إلى الإقرار بنبوّته ويقول له : «أسلم تَسلم! وترتقي في سلّم! وتنجُ وتغنم! فإنّك لا تدري و (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ (٤))! و (مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ (٥)) وقد أعذر من أنذر ، وكان اسم رسوله بكتابه إليه عمرو بن عفيف الأزدي! فأمر أبو جعفر عليهالسلام رسول بيان فأكل قِرطاسه الذي جاء به» (٦).
__________________
(١) فرق الشيعة : ٢٨ والمقالات والفرق : ٣٣.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ٣٠١ ، الحديث ٥٤١. وكذا في خبرين آخرين عن الصادق عليهالسلام : ٣٠٥ ، الحديث ٥٤٩ وعن الرضا عليهالسلام : ٣٠٢ ، الحديث ٥٤٤.
(٣) اختيار معرفة الرجال : ٣٠٤ ، الحديث ٥٤٧. والآية ٨٤ من سورة الزخرف.
(٤) الأنعام : ١٢٤.
(٥) المائدة : ٩٩.
(٦) فرق الشيعة : ٣٤ ، وفي المقالات والفرق : ٣٧ ، وجاءت دعوته الباقر عليهالسلام في ميزان الاعتدال والملل والنحل : ١٥٣.