وبلغ خبره إلى خالد القسري فطلبه وأصحابه فظفر به وخمسة عشر رجلاً من أصحابه ، فأخذهم إلى مسجد الكوفة وشدّهم فيه بأطنان القصب وصبّ عليهم النفط وألهب فيهم النار! وأفلت رجل منهم فخرج يشتد ، ثمّ التفت فرأى أصحابه تأخذهم النار فكرّ بنفسه راجعاً حتّى ألقى بنفسه فيهم فاحترق معهم (١).
وروى الطبري خبراً عن مولى عمرو بن حريث المخزومي : سعيد بن مرداد بند : أنّ خالد القسري أمر بسريره فاخرج إلى المسجد الجامع بالكوفة ، وأمر بأطنان قصب ونفط فأُحضرا ، ثمّ أُتي ببيان (التبّان التميمي النهدي) والمغيرة بن سعيد (مولى خالد البجلي) في ستّة رهط أو سبعة ، فأمر المغيرة أن يحتضن طناً من القصب فتأنّى فضربوا رأسه بالسياط فاحتضن الطنّ فشدّ به ، ثمّ صبّ عليه وعلى القصب نفط ثمّ الهب فيه النار فاحترق! ثمّ أمر رهطه كذلك فاحترقوا ، ثمّ أمر بياناً آخرهم فبادر إلى ذلك فأحرقه. وزعم أنّ مالك بن أعيَن الجهني منهم ولكنّه صدقه عن نفسه فأطلقه.
وروى عن محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى (قاضي الكوفة قبل ذلك) : أنّ رجلاً من أهل البصرة كان قد قدم علينا يطلب العلم ، فانطلقت معه يوماً إلى المغيرة بن سعيد (البجلي) وكنت قد أمرت جاريتي أن تشتري لنا سمكاً بدرهمين ، فأخبرني بذلك المغيرة! فنهضنا عنه. وكان قد نظر في السحر (٢).
__________________
(١) فرق الشيعة : ٢٨ ، وفي المقالات والفرق : ٣٣ وكأنّ الأشعري شعر بتهافت ما جاء هنا في فرق الشيعة من حرقهم مع ما جاء فيه قبل من قتل بيان وصلبه ؛ فحذفه هناك ، اللهمّ إلّاأن نقول بحرق أصحابه وقتله وصلبه هو فقط ، بعيداً.
(٢) تاريخ الطبري ٧ : ١٢٨ و ١٢٩.