وفي خبر الكشيّ أنّ الصادق عليهالسلام قال : لعن الله يهودية كان يختلف إليها يتعلّم منها السحر والشعبذة والمخاريق ، وكان يكذب على أبي ، فسلبه الله الإيمان (١).
ومن خبر آخر عن الباقر عليهالسلام يعلم أنّه كان قد اوتي علماً : قال سلمان الكناني : قال لي الباقر عليهالسلام : إنّ مَثَل المغيرة مَثَل بلعم! قلت : ومَن بلعم؟ قال : الذي قال الله عزوجل فيه : (الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (٢)).
وكان أصحابه متستّرين بأصحاب الباقر عليهالسلام ، فكان المغيرة يأمرهم فيأخذون من أصحاب الباقر عليهالسلام كتبهم فيدفعونها إلى المغيرة ، فكان يدسّ فيها الغلوّ والكفر والزندقة (والتناسخ) ويسندها إلى الباقر عليهالسلام! ثمّ يدفعها إلى أصحابه ويأمرهم أن يبثّوها في «الشيعة» فقال فيه الصادق عليهالسلام : «كلّ ما كان في كتب أصحاب أبي من الغلوّ فذلك ممّا دسّه المغيرة بن سعيد في كتبهم» (٣).
وجاء التلميح إلى نماذج من غلوّه فيهم في قوله عليهالسلام : لعن الله المغيرة بن سعيد إنّه كان يكذب على أبي! لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا ، لعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا وبيده نواصينا وإليه مآبنا ومعادنا (٤).
وعنه عليهالسلام قال : إنّ المغيرة بن سعيد لعنه الله دسّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدّث بها أبي! إنّا إذا حدّثنا قلنا : قال الله عزوجل وقال
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٢٢٥ ، الحديث ٤٠٣.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ٢٢٧ ، الحديث ٤٠٦ ، والآية من الأعراف : ١٧٥.
(٣) اختيار معرفة الرجال : ٢٢٥ ، الحديث ٤٠٢.
(٤) اختيار معرفة الرجال : ٢٢٣ ، الحديث ٤٠٠.