فخرجا بأصحابهما إليهما فالتقوا عند دار ميّة الثقفية فتواقفوا وكلمهم المُضاء والطهوي (١).
فجعل أصحاب سليمان العباسي ينضحونهم بالنبل والنشاب! فوضع الطهوي جبهته على قربوس سرج فرسه وانتضى سيفه وشدّ عليهم ، فضرب يد صاحب علمهم فأبانها وسقط العلم فانهزموا (٢) وخرجا إلى ميسان فتحصّنا في خندق هناك.
وقبض إبراهيم على بيت المال وغيره ، ووجّه إلى الأهواز المغيرة بن الفزع السعدي التميمي فأخرج عاملها محمّد بن الحصين وغلب على البلد. ووجّه يعقوب بن الفضل المطلبي إلى فارس فدخلها وأخرج منها إسماعيل بن علي العباسي عمّ المنصور ، ووجّه هارون بن سعد العجلي إلى واسط فاستولى عليها وحواليها ، ووجّه بُرد بن لبيد اليشكري الهمْداني إلى كسكر فغلب عليها. وتكاثر أصحابه حتّى أحصى ديوانه ستين ألفاً (٣).
وفي أواخر شهر رمضان أو ليلة الفطر التحق به بالبصرة عيسى بن زيد بن علي من فلّ أخيه محمّد فأخبره بخبر أخيه ، ولحقه أخوه موسى ، قال : اخذت المدينة واجلينا هرباً في البلاد ، فانطلقت إلى البصرة حتّى لحقت بأخي إبراهيم فوجدت عيسى بن زيد عنده (٤) فخرج بالناس يوم العيد وفيه الانكسار ، فصلّى
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٢١٥.
(٢) تاريخ خليفة : ٢٧٧.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٧٧ وكان في بيت المال : ألفا ألف درهم ، وفرض لكل شخص خمسين. مقاتل الطالبيين : ٢١٦.
(٤) اصول الكافي ٢ : ٣٦٥.