فيظهر من ابن الغضائري أنّ ممّن أجابه وتبعه معلّى بن خنيس (١) مولى بني أسد (٢) ثمّ لمّا أحرق المغيرةَ مولاه خالد القسري البجلي والي الكوفة سنة (١١٩ ه) أي في أوائل إمامة الإمام الصادق عليهالسلام التحق المعلّى بالمدينة واهتدى إليه وتقرّب لديه.
فكان يُرى يوم العيد لا يصلّي العيد رسمياً بل يخرج إلى الصحراء ويمدّ يده نحو السماء ويقول : اللهم هذا مقام خلفائك وأصفيائك ، وموضع أُمنائك الذين خصصتهم بها ، ابتزّوها وأنت المقدّر للأشياء ، لا يُغالب قضاؤك ، ولا يجاوز المحتوم من تدبيرك كيف شئت وأنّى شئت ، علمك في إرادتك كعلمك في خلقك ، حتّى عاد صفوتك وخلفاؤك مغلوبين مقهورين مستترين. يرون حكمك مبدّلاً وكتابك منبوذاً وفرائضك محرّفة عن جهات شرايعك ، وسنن نبيّك صلواتك عليه متروكة. اللهم العن أعداءهم من الأوّلين والآخرين والغادين والرائحين والماضين والغابرين ، اللهم والعن جبابرة زماننا وأشياعهم وأتباعهم وأحزابهم وأعوانهم ، إنك على كل شيء قدير (٣).
فكأنّ الصادق عليهالسلام رآه موالياً معلناً البراءة من أعدائهم يذيع الصعب من حديثهم فنهاه عن ذلك وحذّره أنّه سيقتل لذلك ، قال له : يا معلّى إنّ لنا حديثاً من حفظه علينا حفظ الله عليه دينه ودنياه! يا معلّى لا تكونوا اسراء في أيدي الناس بحديثنا إن شاؤوا منّوا عليكم وإن شاؤوا قتلوكم! يا معلّى إنّه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نوراً بين يمينه وزوّده القوة في الناس ، ومن أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتّى يعضّه السلاح أو يموت بخبل! يا معلّى أنت مقتول فاستعد (٤)!
__________________
(١) انظر قاموس الرجال ١٠ : ١٥٨ برقم ٧٦٤٣.
(٢) رجال النجاشي : ٤١٧ برقم ١١١٤.
(٣) اختيار معرفة الرجال : ٣٨١ ، الحديث ٧١٥ وتوهم من نسبه إلى الإمام السجاد عليهالسلام.
(٤) اختيار معرفة الرجال : ٣٧٨ ، الحديث ٧٠٩.