علي الأزدي الكرماني بمن معه من الأزد وتميم ، وأرسل ابنه علي بن جديع على نصر بن سيّار ، فاصطلح نصر معه على أبي مسلم فإذا فرغوا نظروا في أُمورهم.
فلمّا رأى أبو مسلم ذلك دسّ إلى الكرماني من خدعه فصالحه وبايعه وسار معه إلى نصر ، فاقتتلوا يومهم وليلتهم ، فلمّا أصبحوا غدا عليهم أبو مسلم من ورائهم ، فلمّا رأى نصر ذلك أرسل إلى أبي مسلم أنّه يبايعه! فسار إليه أبو مسلم في أكثر من عشرة آلاف ، وخرج نصر من باب آخر له ، وهرب أصحابه يميناً وشمالاً! فسار أبو مسلم من ليلته إلى موضع ثقل نصر بأقصى مرو فأخذ أهله وولده الصغار وهرب ولده الكبار. وانتهى نصر إلى سرخس ، فأرسل إليه أبو مسلم إبراهيم بن بسّام مولى بني ليث ، فأرسل أهل طوس إلى نصر أنهم معه ، فأرسل نصر إليهم ابنه تميماً في نحو ثلاثة آلاف مدداً لهم ، فأرسل أبو مسلم زياد بن شبيب الشهير بقحطبة الطائي فأتاهم من أعلى طوس ، فواجهه عاصم بن عُمير ومعه أكثر الناس فهزمه قحطبة ، وعاد عاصم إلى نصر فارتحل نصر إلى قومس ، ثمّ ارتحل من قومس إلى ناحية وكتب إلى يزيد بن عمر بن هبيرة يستمده ، وذلك في سنة (١٣٠ ه) (١).
وقال اليعقوبي : غلب أبو مسلم على عسكر الكرماني وظهر أمره واستكثف جمعه ، وجدّ في قتال نصر بن سيّار الليثي مراراً حتّى فلّ جمعه وأظهر دعوة بني هاشم في رمضان سنة (١٢٩ ه) وضعف أمر نصر في خراسان فكتب إلى مروان يصف حاله وضعف من معه وقوة أبي مسلم وظهوره عليه.
فكتب مروان إلى يزيد بن عمر بن هبيرة بالعراق أن يمدّ نصراً بالرجال ، فقعد يزيد ، فتابع مروان وأوعده ، فوجّه بابنه داود بن يزيد وهو حدث السنّ في
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٢٥٤ و ٢٥٥.