قال الراوي : فنظرنا إلى السنديّ فرأيناه يرتعد مثل السعفة (١) كان هذا بعد السمّ وقبل الوفاة. وكرر ذلك بعد وفاته :
فقد أسند الصدوق عن عمر بن واقد البغدادي (٢) : أنّ السنديّ كان يعرفه بمعرفة الكاظم عليهالسلام ، فأرسل عليه ليلاً وسأله : أتعرف موسى بن جعفر؟ قال : كانت بيني وبينه صداقة منذ دَهر ، فسأله عن من يعرفه ببغداد ممّن يُقبل قوله ، قال : فسميت له أقواماً ، فبعث عليهم وجاء بهم ، ثمّ سألهم عَن مَن يعرفون ممن يعرف موسى بن جعفر ، فسمّوا له أقواماً ، فبعث عليهم وجاء بهم حتّى أصبحنا نيفاً وخمسين رجلاً ، وصلّينا.
وخرج كاتب السنديّ بطومار فكتب أسماءنا وأوصافنا وأعمالنا ومنازلنا ، ثمّ خرج السنديّ وأقامنا وأدخلنا معه على موسى بن جعفر عليهالسلام ميتاً مغطّىً فقال لي : يا أبا حفص! اكشف الثوب عن وجهه ، فكشفته ، فرأيته ميتاً فاسترجعت ، فقال السنديّ للقوم : أكلّكم يشهد أنّ هذا موسى بن جعفر؟ فدنوا ونظروا إليه وقالوا : نعم نشهد أنّه موسى بن جعفر. فقال لغلامه : اطرح على عورته منديلاً واكشف سائر بدنه ، ففعل ذلك ، فقال لنا : أترون به أثراً تنكرونه؟ قلنا : لا نراه إلّا ميتاً ولا نرى به شيئاً. فقال : فلا تبرحوا حتّى تغسّلوه وتكفّنوه وتدفنوه (٣) ولا منافاة بين الخبرين السابق وهذا.
__________________
(١) قرب الأسناد : ٢٦ ، الحديث ١٢٥٥ ، وأُصول الكافي ٢ : ٣٥٨ ـ ٣٥٩ ، الحديث ٢ ، وعيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٤٦ ، الحديث ٩٨.
(٢) فهل هو والد محمّد بن عمر الواقدي صاحب المغازي؟ من المحتمل.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٤٧ ـ ٢٤٩ ، الحديث ٩٩ ، وفي كمال الدين ١ : ٣٨ : واكفْنه وادفنه.