قال داود : فقطعت بإمامته (١) مقتنعاً بدلالة «إن شاء الله» على الاستثناء بالمشية الإلهية ، فلعلّها من موارد البَداء من الله لعباده. ولقناعة الرقّي بهذا وعلم الإمام به اكتفى ، وإلّا كان له أن يقول : إنّما أراد السابع من وُلده وهو الرابع من ولدي كما في أخبار أُخرى.
ومنها : ما رووه في شبَه الكاظم عليهالسلام بالأنبياء السابقين ، ومنهم الحسن بن قياما الصيرفي الواسطي ، دخل على الرضا عليهالسلام وقال له : جعلت فداك ما فعل أبوك؟ قال : مضى كما مضى آباؤه عليهمالسلام. قال : فكيف أصنع بحديث حدّثني به زُرعة بن محمّد الحضرمي عن سماعة بن مهران عن الصادق عليهالسلام قال : إنّ ابني هذا فيه شبَه من خمسة أنبياء! يُحسد كما حُسد يوسف عليهالسلام ، ويغيب كما غاب يونس ، وذكر ثلاثة آخرين.
فقال عليهالسلام : كذب زُرعة وليس هكذا حديث سماعة إنّما قال : «صاحب هذا الأمر فيه شبَه من خمسة أنبياء» يعني القائم ، ولم يقل : «ابني» (٢).
فأبدى شبهة ثانية : قال : هل تخلو الأرض من إمام فيها؟ قال : لا. قال : فيكون فيها اثنان؟ قال : لا إلّاوأحدهما صامت لا يتكلم. قال : وإنّما هي في العقب وليس لك ولد فلست بإمام! قال : فوالله لا تمضي الأيام والليالي حتّى يولد لي ذكر من صلبي يقوم مقامي يحيى الحق ويمحق الباطل (٣).
ومنها : أنّ أبالسة الوقف كانوا يلبّسون على الشيعة أنّ الرضا عليهالسلام في قوله بوفاة أبيه يعمل بالتقية ، ومنه ما احتمله يونس اليقطيني فقال له : «لعلّك منّي في تقية» فنفاها بتأكيده كما مرّ خبره.
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٣٧٣ ، الحديث ٧٠٠.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ٤٧٧ ، الحديث ٩٠٤.
(٣) اختيار معرفة الرجال : ٥٥٣ ، الحديث ١٠٤٤. وفي أُصول الكافي ١ : ٣٢٠ ، الحديث ٤ في مكاتبة والحديث ٧ بزيادة.