سوادهم) فنادوا عليه : ألا من أراد أن يرى الخبيث بن الخبيث موسى بن جعفر فليخرج! هذا إمام «الرافضة» فاعرفوه!
ويظهر من الخبر أنّ المجلس ومجلس الشرطة كان في الجانب الشرقي من دجلة وليس الشيعة به إلّاقلّة وأكثرهم في الجانب الغربي ، وكانوا قد وضعوا الجنازة على الجسر ، وكان قصر سليمان بن المنصور العباسي عمّ الرشيد على الشط ، وخرج من قصره فسمع الصياح والضوضاء فسأل من معه من وُلده وغلمانه عن الضوضاء والصياح ، فقالوا : هذا السنديّ بن شاهَك ينادي على نعش موسى بن جعفر! فخاف أن يعبروا بالجنازة والنداء إلى الجانب الغربي وبها الشيعة كثير ، فخاف الفتنة! فقال لولده : إذا عبروا به إلى الجانب الغربي فانزلوا مع غلمانكم فخذوه من أيديهم ، فإن مانعوكم فخرّقوا ما عليهم من السواد واضربوهم!
فلمّا عبروا به إلى الجانب الغربي نزلوا إليهم فأخذوه من أيديهم وخرّقوا عليهم سوادهم وضربوهم! ثمّ وضعوه على مفترق الطرق ، وأقام سليمان المنادين ينادون : ألا ومن أراد أن يرى الطيّب بن الطيّب موسى بن جعفر فليخرج!
وكان سليمان العباسي قد أَعدّ لنفسه حِبرة يمنية كتب عليها القرآن كلّه بألفين وخمسمئة دينار! فأمر بغسله وحنّطه بحنوط فاخر وكفّنه بكفنه ، وحضر الخلق ، فاحتفى هو ومشى في جنازته نازعاً زيّه الرسمي مشقوق الجيب ، شيّعوه إلى مقابر قريش (١).
__________________
(١) تمام الخبر : ثمّ كتب بخبره إلى الرشيد (برقّة الشام) فأجابه الرشيد : يا عمّ وصلتك رحمٌ ، وأحسن الله جزاءك ، والله ما فعل السنديّ ما فعله لعنه الله عن أمرنا! عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٥٠ ـ ٢٥٢ ، الحديث ١٠١.