فهو يرى الجفاء والمعاداة لعلي عليهالسلام من الطغام نصباً لنبيّ الإسلام ويوصي ب «الرفض» لهؤلاء! وفي الأبيات الأُولى تجده يشهد بكذب المفوضة والمجبّرة ذهاباً إلى ما ذهب إليه الإمامية على لسان الصادق عليهالسلام كما مرّ الخبر.
وفي رسالة آل أعيَن : ذكر من روايات الخليل : جزء فيه خطبة النبيّ يوم الغدير بروايته (١).
وروى الصدوق بسنده عن أبي زيد الأنصاري البصري النحوي قال : سألت الخليل بن أحمد العروضي فقلت : لِمَ هجر الناس علياً عليهالسلام وقرباه من رسول الله قرباه ، وموضعه من المسلمين موضعه ، وعناؤه في الإسلام عناؤه؟! فقال : والله إنّ نوره بهر أنوارهم! وغلبهم على صفو كلّ منهل! والناس إلى أشكالهم أميل ، أما سمعت الأول حيث يقول :
وكل شكل لشكله أِلف |
|
أما ترى الفيل يأ لَف الفيلا (٢)؟! |
ويظهر من خبر أسنده الطوسي عن يونس بن حبيب النحوي البصري العثماني ، أنّه بعد حياة الخليل أعلمه خليله محمّد بن سلام الجُمحي : أنّه قال للخليل : أُريد أن أسألك عن مسألة فتكتمها عليَّ! ولا نعلم لماذا؟! فقال : إنّ قولك يدل على أنّ الجواب أغلظ من السؤال ، فتكتمه أنت أيضاً؟ وهذا معلوم العلّة ، قال : قلت : نعم ، أيام حياتك. قال : سل. قال : قلت : ما بال أصحاب رسول الله كأ نّهم كلّهم بنو امّ واحدة ، وعليّ بن أبي طالب من بينهم كأ نّه ابن عَلَّة (ضَرّة)؟!
قال : إنّ علياً عليهالسلام تقدّمهم إسلاماً ، وفاقهم علماً ، وبذَّهم (فاقهم) شرفاً ،
__________________
(١) رسالة في آل أعين لأبي غالب الزراري : ٨٣.
(٢) أمالي الصدوق : ٣٠٠ ، الحديث ٣٤١.