وفصّل الأموي الزيدي فقال : أقبل يحيى بسبعين رجلاً من بيهق إلى أبرشهر وعليها عمرو بن زرارة ، فكتب عمرو بذلك إلى نصر بن سيار ، فكتب نصر إلى عامليه على طوس وسرخس : أن يمضيا إلى عامله على أبرشهر : عمرو بن زرارة وهو أمير عليهم فيقاتلوا يحيى بن زيد ، فاجتمعوا إلى عمرو في أبرشهر فصار في زهاء عشرة آلاف! وما مع يحيى بن زيد إلّاسبعين فارساً ، ومع ذلك هزمهم واستباح عسكرهم وغنم دوابّهم.
ثمّ مرّ على هراة حتّى نزل بأرض الجوزجان ، فسرّح نصر بن سيار إليه سلم بن أحوز في ثمانية آلاف فارس من أهل الشام وغيرهم ، فالتقوا في قرية يقال لها : ارغون فاقتتلوا ثلاثة أيام ولياليها أشدّ قتال حتّى قتل أصحاب يحيى كلهم ، ثمّ رماه عيسى مولى بني عنزة بنشّابة فأصاب جبهة يحيى كأبيه زيد ، فوقع صريعاً فنزل إليه سوره بن محمد فاحتزّ رأسه وسلبه العنزي.
وحملوه إلى الجوزجان فصلبوه على باب المدينة. وأرسل نصر بن سيار برأسه إلى الوليد بن يزيد (١) وكتب الوليد إلى يوسف الثقفي في الكوفة : أما بعد ، فإذا أتاك كتابي هذا فانظر عجل أهل العراق (زيد) فأحرقه وانسفه في اليمّ نسفاً ؛ والسلام.
فعند ذلك أمر يوسف الثقفي فراش بن حوشب فأنزله من جذعه فأحرقه بالنار ، ثمّ جعله في قواصر وحملها في سفينة فذرّاها في الفرات (٢) عام (١٢٥ ه)
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ١٠٧ ، ١٠٨ وتمامه : ولم يزل يحيى مصلوباً حتّى قام أبو مسلم الخراساني فأنزله وغسّله وكفّنه وحنّطه ودفنه ، ثمّ تتبّع قتلته من الديوان فلم يدع أحداً ممن شهد قتله. وفي مروج الذهب ٣ : ٢١٢ : وقبره مشهور مزور إلى اليوم : (٣٣٣ ه).
(٢) مقاتل الطالبيين : ٩٨.