فقال أبو عبد الله عليهالسلام : إن الله تبارك وتعالى لما أن أوحى إلى محمّد صلىاللهعليهوآله أوحى إليه بما شاء ولم يؤامر أحداً من خلقه ، وأمر محمّد صلىاللهعليهوآله علياً عليهالسلام بما شاء ففعل ما امر به ، ولسنا نقول فيه إلّاما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله من تبجيله وتصديقه ، فلو كان آمرَ الحسينَ أن يصيّرها (الوصية) في الأسنّ أو ينقلها في ولدهما لفعل ذلك الحسين ، وما هو بالمتّهم عندنا بالذخيرة لنفسه! ولكنّه مضى لما أُمر به ، وهو عمّك ، فإن قلت فيه خيراً فما أولاك به ، وإن قلت هُجراً فيغفر الله لك.
أطعني ـ يابن عمّ ـ واسمع كلامي ، فوالله الذي لا إله إلّاهو لا آلوك نُصحاً وحرصاً ، ولا أراك تفعل ، وما لأمر الله من مردّ! والله إنك لتعلم أنّه الأحول الأكشف الأخضر المقتول بسُدّة أشجع عند بطن مسيلها!
فقال أبي : ليس هو ذلك ، وليقومنّ بثار بني أبي طالب جميعاً ، والله ليجازين بالسنة سنة وباليوم يوماً وبالساعة ساعة!
فقال له أبو عبد الله عليهالسلام : يغفر الله لك! ما أخوفني أن يلحق بصاحبنا هذا البيتُ : «منّتك نفسك في الخلاء ضلالاً» لا والله لا يملك أكثر من حيطان المدينة ، وحتّى إذا أحفل وأجهد لا يبلغ عمله الطائف ، ولابدّ للأمر أن يقع! فاتّقِ الله وارحم نفسك وبني أبيك ، فوالله إني لأراه أشأم شيء أخرجه أصلاب الرجال إلى أرحام النساء! والله إنّه المقتول بسُدّة أشجع بين دورها! والله لكأ نّي به صريعاً مسلوباً بزّته!
قال موسى : ثمّ التفت إليّ وقال : ولا ينفع هذا الغلام ما يسمع! وليخرجنّ معه فيقتل صاحبه ويهزم هذا ويمضي. وتخرج معه راية اخرى ـ بالبصرة ـ فيقتل كبشها ويتفرّق جيشها! ولقد علمت بأن هذا الأمر لا يتم ، وإنك لتعلم ونعلم أن ابنك الأحول الأخضر الأكشف ، المقتول بسُدّة أشجع بين دورها عند بطن مسيلها! فإن أطاعني فليطلب عند ذلك الأمان من بني العباس حتّى يأتيه الله بالغريم.