وفيه أيضاً : ما زلت أبتهل إلى الله عزوجل في إسماعيل ابني أن يحييه لي فيكون القيّم من بعدي ، فأبى ذلك ربّي ، وإنّ هذا شيء ليس إلى الرجل منا أن يضعه حيث يشاء ، وإنما ذلك عهد من الله عزوجل يعهده إلى من يشاء ، فشاء الله أن يكون ابني موسى وأبى أن يكون إسماعيل.
وانفرد هذا بما اشتهر أنّه قال : ما بدا لله بَداء أعظم من بداء بدا له في إسماعيل ابني (١).
وإنما البَداء بمعنى الظهور بعد الخفاء لا بعد النصّ ، نعم يظهر من الخبر التالي أن بعضهم كان ادّعى ذلك على الصادق عليهالسلام فكذّبه : روى النعماني بسنده عن الوليد بن صُبيح قال له : إنّ عبد الجليل حدّثني بأنك كنت أوصيت إلى إسماعيل قبل موته بثلاث سنين؟ فقال عليهالسلام : يا وليد ، لا والله ، فإن كنتُ فعلت فإلى موسى (٢).
ومع ذلك تمسك الزيدية بخبر البداء على بطلان أخبار «الأئمة اثنا عشر» وأنّ الصادق عليهالسلام قد نصّ على إسماعيل ، كما ذكر اعتراضهم الصدوق.
ثمّ أجابهم : بمَ قلتم : إنّ جعفر بن محمد عليهالسلام نصّ على إسماعيل بالإمامة؟ وما ذلك الخبر؟ ومن رواه؟ ومن تلقّاه بالقبول؟ ولن يجدوا إلى ذلك سبيلاً. وإنما هي حكاية من قال بإمامة إسماعيل وليس لها أصل. أما الخبر بذكر «الأئمة الاثني عشر» فقد رواه الخاص والعام عن النبي صلىاللهعليهوآله والأئمة عليهمالسلام. وأما قوله : «ما بدا لله في شيء كما بدا له في ابني إسماعيل» فإنه يقول : ما ظهر أمر من الله كما ظهر منه في ابني إسماعيل إذ اخترمه في حياتي ليُعلم بذلك أنه ليس بإمام بعدي.
__________________
(١) أصل زيد النرسي (ضعيف) في الأُصول الستة عشر : ٤٩ وعنه في بحار الأنوار ٤٧ : ٢٦٩.
(٢) كتاب الغيبة للنعماني : ٢٢٦.