الْكَافِرُونَ (١)) ثمّ حثونا عليه التراب ، ثمّ أعاد علينا القول فقال : هذا الميت المحنّط المكفّن المدفون في هذا اللحد من هو؟ قلنا : إسماعيل. قال : اللهم اشهد.
ثمّ أخذ بيد ابنه موسى وقال : هذا هو الحق والحق معه إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها.
ثمّ قال : والله ليظهرن عليكم صاحبكم وليس في عنقه لأحد بيعة. ولا يظهر صاحبكم حتّى يشك فيه أهل اليقين! ثمّ تلا قوله سبحانه : (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيم* أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (٢)) وأرخى نفسه عند القبر فقعد وقال : رحمك الله وصلّى الله عليك وقال : هكذا صنع رسول الله بولده إبراهيم (٣).
ثمّ لما فرغوا من جنازته جلس الإمام وجلسوا حوله فرفع رأسه وقال فيما قال : على أن لفراق المألوف حرقةً لا تدفع ولوعةً لا تُردّ ، وإنما يتفاضل الناس بحسن العزاء وصحّة الفكر .. ثمّ تمثّل بقول الشاعر :
فلا تحسبن أني تناسيت عهده |
|
ولكنّ صبري ـ يا اميمُ ـ جميل (٤) |
وقال : إني سألت الله في إسماعيل أن يبقيه بعدي فأبى (٥) وهذا أعم من الإمامة ، ولكن :
جاء في أصل زيد النرسي عنه عليهالسلام قال : إني ناجيت الله في إسماعيل ابني أن يكون من بعدي ، فأبى ربي إلّاأن يكون ابني موسى.
__________________
(١) الصف : ٨.
(٢) كتاب الغيبة للنعماني : ٢٢٧ ، ٢٢٨ ، أرسله أولاً ثمّ ذكر طرقه إليه ، وأرسله الحلبي في مناقب آل أبي طالب ١ : ٣٢٧ في الردّ على السبعية الاسماعيلية في الإمامة.
(٣) الكافي ٣ : ١٩٤ ، وعنه في بحار الأنوار ٤٧ : ٢٦٤.
(٤) كمال الدين : ٧٣.
(٥) اختيار معرفة الرجال : ٢١٧ ، الحديث ٣٩١.