حتّى يفتح الله لنا أو يقضي قضاءه! فأعرض عنهم ولم يجبهم إليه ، ولكنّه نادى فيهم بالخروج لحفر الخندق.
فخرج الناس لحفر الخندق عليهم يوم السبت (١٢ محرم عام ٢٠٠ ه) وأوعز إلى قوم من أهل الكوفة من الأعراب ، وإلى نفر من العلويين معه فارتحل هو ومحمّد بن محمّد بن زيد في أواخر الثلث الأول من ليلة الأحد (١٣ محرم) إلى القادسية ، فأقام بها ثلاثاً حتّى لحق به من أراد من أصحابه ثمّ مضى على طريق البرّ أسفل الفرات نحو البصرة وهو يرى أنها في حكمه! هذا وقد قصدها خلق كثير من المسوّدة (العباسية) فتغلّبوا بها ونفوا عمّاله عنها ، ولقيه أعرابي منها فأخبره خبرها ، فعدل عنها وأراد أن يسير إلى واسط فأخبره الرجل أنها بمثل ما ذكر له عن البصرة! فاستشاره أين يسلك؟ فقال له : أرى أن تعبر دجلة إلى ما بين جوخى والجبل ، فيلحق بك من أراد صحبتك من أعراب السواد وأكراده ومن يرى رأيك من أهل الأمصار والطساسيج (القرى).
فسلك أبو السرايا ذلك الطريق ، فجعل لا يمرّ بناحية إلّاجبى خراجها وباع ما جمع من غلّاتها ، حتّى صار إلى الشوش ، ثمّ عمد إلى الأهواز ، وكان عليها الحسن بن علي المأموني فوجّه إلى أبي السرايا : أنّه يكره قتاله ويسأله الانصراف عنه إلى حيث يريد ، فأبى أبو السرايا إلّاقتاله ، فخرج المأموني إليه ، وخرج أهل الشوش فأتوهم من خلفهم ، وثبت العلويون مع محمّد بن محمّد بن زيد و «الزيدية» ثمّ هُزموا وتبعهم أصحاب المأموني يقتلونهم حتّى تقطعت دوابّهم وأجنّهم الليل فتفرقّوا.
ومضى أبو السرايا إلى طريق خراسان حتّى نزلوا قرية تدعى «برقان» وكان يتقلّد تلك الناحية حمّاد الگُندگوش ، فأخبره رجل بخبرهم فأعطاه عشرة آلاف درهم! ووجّه إليهم خيلاً ولحقهم بنفسه فآمنهم على أنفسهم على