وروى الكليني قبله مثله بسنده عن علي بن أسباط أنّه أخبر الرضا عليهالسلام فقال له : إنّ رجلاً عنى أخاك إبراهيم ، فذكر له (أخوك إبراهيم) أنّ أباك في الحياة وأنت تعلم ذلك؟ فقال الرضا عليهالسلام : سبحان الله يموت رسول الله ولا يموت موسى؟! قد ـ والله ـ مضى كما مضى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولكن الله تبارك وتعالى لم يزل منذ قُبض نبيه وهلم جَرّاً يمن بهذا الدين على «أولاد الأعاجم» ويصرفه عن قرابة نبيّه وهلم جَرّاً! فيعطي هؤلاء ويمنع هؤلاء. لقد قضيت عنه في هلال ذي الحجة ألف دينار بعد أن أشفى على عتق مماليكه وطلاق نسائه! ولكن سمعت منه ما لقي يوسف من إخوته (١) وهو الحسد!
وقد مرّ الخبر أنّ محمّد بن محمّد الزيدي عقد له على اليمن ، وبلغه ذلك وهو وجماعة من أهل بيته بمكة ، فخرج بهم يريد اليمن ، ووالي اليمن المقيم بها من قِبل المأمون : إسحاق بن موسى العباسي ، وكان قد بلغه ما كان من فعل عمه داود بن عيسى العباسي بمكة والمدينة حيث كره القتال بها ، فلمّا سمع بإقبال إبراهيم بن موسى العلوي وقربه من صنعاء كره قتاله ، فخرج بجميع من في عسكره من الخيل والرجال من اليمن إلى طريق نجد وخلّى اليمن وأقبل يريد مكة ، حتّى نزل المُشاش فعسكر هناك.
ودخل إبراهيم صنعاء وصنع بها من قتل الناس والسبي وأخذ الأموال ما أصبح يقال له الجزّار لكثرة من قتل من الناس (٢).
قال المفيد : وتقلّد الإمرة على اليمن في أيام المأمون من قِبل محمّد بن محمّد بن زيد بن علي الذي بايعه أبو السرايا بالكوفة ، ومضى إليها ففتحها
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٣٨٠ ، الباب ٩٠ الحديث ٢ وصدره في عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٥٩ ، الباب ٢٩ الحديث ١٠٥.
(٢) تاريخ الطبري ٨ : ٥٣٦.