وأقام بها مدّة إلى أن كان من أمر أبي السرايا ما كان ، فاخذ له الأمان من المأمون ، وكان كريماً شجاعاً سخياً (١).
وقال التستري : أراد المفيد بذلك الفضل النفساني لا الديني ، فإنّ تقلده إمرة اليمن من قبل أبي السرايا مخالف لطريقة الأئمة عليهمالسلام (٢).
وكان مع إبراهيم بن موسى رجل من ولد عقيل بن أبي طالب ، فوجهه إبراهيم في جند كثيف ليحجّ بالناس سنة (٢٠٠ ه). وكان الحسن بن سهل قد أرسل أبا إسحاق بن هارون الرشيد ومعه قواد كثيرون أميراً للموسم ، منهم حمدويه بن علي بن عيسى بن ماهان ، أميراً على اليمن ، وعيسى بن يزيد الجُلودي في قواده وجنوده. فلمّا وصل العَقيلي إلى سنان بن عامر بلغه ذلك فأقام هناك ، فمرت به قافلة من التجار من بغداد ومعهم كسوة الكعبة وطيبها ، فأخذها وأموالهم وسلبهم وعراهم وتركهم ، فدخلوا مكة كذلك وبلغ ذلك إلى أبي إسحاق وذلك في الخامس من ذي الحجة عام (٢٠٠ ه) فشاور القواد فقال الجلودي : أنا أخرج إليه في خمسين من نخبة أصحابي وخمسين أختارهم من سائر القواد. فخرج في مئة منهم حتّى صبّح العقيلي وأصحابه في بستان ابن عامر فأحدق بهم وأخذ منهم كسوة الكعبة والطيب وأموال التجار ، ثمّ قنع كل واحد منهم عشرة أسواط وخلّاهم فرجعوا إلى اليمن عراة ومات أكثرهم في الطريق عرياً وجوعاً (٣)!
__________________
(١) الإرشاد ٢ : ٢٤٥ ـ ٢٤٦.
(٢) قاموس الرجال ١ : ٣٠٦ برقم ٢١٨. وإليه ينتهي نسب السيدين الشريفين الرضي والمرتضى.
(٣) تاريخ الطبري ٨ : ٥٤١.