ولا يكشف الخبر عن من قال ما قال بشأن الصادق عليهالسلام فكشف عن سابق معرفته بحقّه.
وروى الصدوق بسنده خبراً آخر يكشف عن سابق معرفة المقفّع على ابن أبي العوجاء في الموسم أيضاً : عن أبي منصور المتطبّب عن صاحبه قال : كنت مع ابن أبي العوجاء وابن المقفّع في المسجد الحرام وفي موضع الطواف منه جعفر بن محمّد جالس ، ونظر ابن المقفّع إلى موضع الطواف وأومأ بيده إلى الطائفين وقال لنا : ترون هذا الخلق؟ فما منهم أحد أوجب له اسم الإنسانية إلّاذلك الشيخ الجالس! يعني جعفر بن محمّد (وهو دون الخامسة والخمسين من عمره) قال : فأما الباقون فرُعاع وبهائم!
فقال له ابن أبي العوجاء : وكيف أوجبت هذا الاسم لهذا الشيخ دون هؤلاء؟
قال : لأني رأيت عنده ما لم أره عندهم! (هكذا مجملاً بلا بيان).
فقال ابن أبي العوجاء : لابدّ من اختبار ما قلت فيه ، منه!
فقال ابن المقفّع : لا تفعل ، فإني أخاف أن يُفسد عليك ما في يدك! فقال ابن أبي العوجاء : ليس رأيك هذا ، ولكنّك تخاف أن يضعف رأيك عندي في إحلالك إياه المحل الذي وصفته له!
فقال ابن المقفّع : أما إذا توهمت هذا عليّ فقم إليه وتحفّظ ما استطعت من الزلل ، ولا تثن عنانك إلى إرسال يسلّمك إلى عقال ، وسمه مالك أو عليك.
فقام ابن أبي العوجاء إليه ، وبقيت أنا وابن المقفّع ننتظره حتّى رجع إلينا فقال :
يابن المقفّع! ما هذا بشر : وإن كان في الدنيا روحاني يتروّح إذا شاء باطناً ويتجسّد إذا شاء ظاهراً فهو هذا! فقال : وكيف ذاك؟ قال : جلست إليه ، فلمّا لم يبقَ عنده غيري ابتدأني فقال :