وفي علّة هزيمة أصحاب محمّد ذكر اليعقوبي العبّاسي : أن أسماء ابنة عبد الله بن عُبيد الله بن العباس ، كان لها مولى يدعى مجيب العامري ، عقدت خمارها الأسود على قصبة وأعطتها لمجيب وأمرته أن ينصب القصبة على مئذنة المسجد ، ثمّ وجهته أن يدخل عسكر محمّد فيصيح بهم : قد دخل المسودّة المدينة ، فلمّا رأى الناس العلم الأسود على مئذنة المسجد انهزموا إلّاقليلاً (١).
وكان عَلم محمّد الحسني أصفر وعليه صورة حيّة (٢) وقبض المنصور على علي بن محمّد الحسني فسمّى له أصحاب أبيه فحبسهم (٣). بل سجن القرشيين وجلد الأعراب ، أمّا الموالي معه فقطع أيديهم (٤).
بعد أن نصب ألوية في مواضع متفرقة ونادى مناديه : من أتى لواءً من الألوية المنصوبة فهو آمن (٥)!
ومرّ خبر البلاذري أنّ السفّاح كان قد تزوّج لابنه محمد ابنة لمحمد الحسني تدعى زينب ، وكان عمّه ابن السفّاح مع هذا الجيش ، فلما قُتل محمد الحسني أرسل محمد ابن السفّاح إلى عمتها زينب بنت عبد الله بن الحسن : إني أُريد أن أدخل بأهلي فافرغوا لي من أمرها! فأرسلت عمتها إلى عيسى بن موسى : أنّ محمداً (العباسي) أرسل إليّ بكذا ، وقد قتلتم بالأمس أباها ويعرس بها اليوم!
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٧٦.
(٢) مقاتل الطالبيين : ١٩٠.
(٣) مقاتل الطالبيين : ١٩٧.
(٤) الأخبار الموفقيات : ١٨٦.
(٥) أنساب الأشراف ٢ : ١١٢ ، الحديث ١١٣.