في الحرمين مكة والمدينة وسائر المدن فأزالها وجاء ببقاياهم إلى الحسن بن سهل في بغداد فأرسلهم إلى المأمون في مرو خراسان ، فكان المأمون يرى كل ذلك من فعل الفضل.
فنقل الصدوق هنا عن السلامي في «أخبار خراسان» : أنّ الفضل قال يوماً لرجل ممّن يعاشره : أين يقع فعلي من فعال أبي مسلم الخراساني فيما أتاه؟ فقال الرجل : إنّ أبا مسلم حوّلها من قبيلة إلى قبيلة ، وأنت حوّلتها من أخ إلى أخ! وبين الحالتين ما تعلمه! فقال الفضل : فإنّي ساحوّلها من قبيلة إلى قبيلة (١)!
ثمّ أشار على المأمون أن يتقرّب إلى الله عزوجل وإلى رسوله بصلة رحمه بالعهد إلى علي بن موسى عليهالسلام ليمحو ما كان من أمر الرشيد فيهم (٢) فقبل المأمون بذلك.
فأخذ يكاتب الرضا عليهالسلام يستقدمه إليه إلى خراسان ، والرضا عليهالسلام يعتلّ عليه فما زال المأمون يكاتبه ويسأله ذلك حتّى علم الرضا أنّه لا يكفّ عنه (٣) فوافق مكرهاً.
فوجّه المأمون بخادمه ياسر ووجّه الفضلُ معه ابنَ عمهّ رجاءَ بن أبي الضحاك الخراساني ، ليُشخصا إليه الرضا عليهالسلام وذلك في سنة مئتين (٤). ومعهم أبوالصلت عبد السلام بن صالح الهروي (٥).
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٦٥.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٤٢.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٤٩.
(٤) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٦٠ وهنا عطف عليه عمّه محمّد بن جعفر ، مما لم يذكر في أي مصدر آخر ، بل كان ذلك قبل هذا.
(٥) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٣٤.