ثمّ حُمل على طريق البصرة إلى الأهواز إلى فارس إلى مرو (١) مع رجاء بن أبي الضحاك الخراساني ابن عم الفضل بن سهل ، وتأكّد إكراهه للإمام لشيعته حتّى أنّ أحدهم خرج معه يستأذنه أن يقتل حامله ابن أبي ضحاك! فقال له الإمام : أتريد أن تقتل نفساً مؤمنة بنفس كافرة (٢)! يعني أنّ حامله كافر فإذا قتله يُقتل به وهو مؤمن.
ونقل الحلبي عن كتاب «الوسيلة» للموصلي عمر الملّا روى عن ابن علوان قال : رأيت في منامي كأنّ قائلاً يقول : قد جاء رسول الله إلى البصرة! فقلت له : وأين نزل؟ فقيل : في حائط بني فلان (وفي خبر : في النباج منزل الحاج) قال : فجئت الحائط فوجدت رسول الله صلىاللهعليهوآله جالساً ومعه أصحابه وبين يديه أطباق فيها رطب بَرني (٣) فقبض بيده كفّاً من الرطب وأعطاني ، فعددتها فإذا هي ثماني عشرة رطبة. ثمّ انتبهت. فتوضّأت وصلّيت ، وجئت إلى الحائط فعرفت المكان الذي رأيت فيه رسول الله.
وبعد ذلك سمعت الناس يقولون : قد جاء علي بن موسى! فقلت : أين نزل؟ فقيل : في حائط بني فلان ، فذهبت فوجدته في الموضع الذي رأيت فيه النبيّ ، وبين يديه أطباق فيها رطب وناولني ثماني عشرة رطبة! فقلت له : يابن رسول الله زدني! فقال : لو زادك جدّي لزدتك!
وبعد أيام بعث إليّ يطلب مني رداءً كذا طوله وعرضه ، فقلت ليس عندي هذا. فقال : بلى هو في السفط الفلاني بعثت به امرأتك معك! فذكرت ووجدته كما قال (٤).
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٤١ و ١٤٩ ، ١٦٥.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٠٥.
(٣) في القاموس : البَرني تمر معروف معرّب أصله : بَرنيك ، أي : الحمل الجيّد!
(٤) مناقب آل أبي طالب : ٣٧١.