ذكر السلف والخلف وأقرّ واعترف وجرى وما وقف. وأما الجنابذي فإنه وصل إلى الحسن العسكري ، وحين وصل إلى ذكر الخلف الصالح وقف! وأما ابن الجوزي فإنه ذكر العبد الصالح موسى بن جعفر وما تعداه! والحافظ أبو نعيم وصل معنا إلى أخبار الصادق عليهالسلام وأضرب صفحاً عن مَن سواه! وهما في كتابيهما يذكران من مجهولي العباد ومن شذّاذ العبّاد من لا يعرف اسمه ولا نسبه! ولا يتحقق طريقه ولا مذهبه! فيقولان مثلاً : عابد كان باليمن! وعبّادة حبشية! إلى أمثال هذا ، ولا يذكران مثل موسى الكاظم وعلي الرضا ومحمّد الجواد وأبناءهم (١)!
وقال ابن الوردي : في سنة (٢٠٣) مات علي الرضا بطوس فجأة! وهو ثامن الأئمة الاثني عشر على رأي الامامية ، وصلّى عليه المأمون ودفنه عند الرشيد (٢).
وقال السيوطي : وسار المأمون نحو العراق ، فلم ينشب أن مات الرضا (٣) ، فكتب المأمون إلى أهل بغداد يعلمهم : أنهم ما نقموا عليه إلّابيعته لعلي الرضا ، وقد مات (٤) مما يدل على تخلّصه منه لهم.
ومن المراثي للرضا عليهالسلام يومئذ ما يؤيد قتله بالسمّ فيما يلي :
__________________
(١) كشف الغمة ٣ : ٤١٥ والغريب أنّه نقل عن ابن طلحة خبر هرثمة ولكنّه قال عن الرضا : إنني بعد أيام آكل عنباً ورماناً مفتوتاً فأموت! فحرّفه عن سمّ المأمون فيهما إياه.
(٢) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٠٤.
(٣) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣٦٥ ـ ٣٦٦ وللمزيد تذكرة الخواص ٢ : ٤٨١ ، الحديث ٤ ، وهامش تفسير القمي ١ : ١٨٥.
(٤) تاريخ الطبري ٨ : ٥٦٨ : في شهر ربيع الأول ، مما يؤيد تاريخ القتل في شهر صفر.