عليهالسلام كان يعيب ابني سهل عند المأمون ويقبّح ذكرهما ، إلى غير ذلك. ثمّ قال : وعلى رأي المفيد : إنّ الدولة المذكورة فاسدة من أصلها وهي على قاعدة غير مرضيّة ، فاهتمامه بالوقيعة فيهما حتّى أغراهما بتغيير رأي الخليفة عليه ، فيه ما فيه. وما كان أشغله بأُمور دينه وآخرته واشتغاله بالله عن مثل ذلك! ثمّ إنّ نصيحته للمأمون وإشارته عليه بما ينفعه في دينه لا يوجب أن يكون سبباً لقتله بل يكفي أن يكفّه عن وعظه أو أن يمنعه عن الدخول عليه (١).
والمجلسي ذكر كلام الاربلي ثمّ قال : لا يخفى وهنه ، إذ الوقيعة في ابن سهل لم يكن للدنيا حتّى يمنعه عنه الاشتغال بعبادة الله تعالى! بل كان ذلك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفع الظلم عن المسلمين ما أمكن. وفساد خلافة المأمون أيضاً لا يمنع منه (٢).
وفاتهم جميعاً : أنّ المأمون كان قد أوكل أمر العراق إلى الحسن بن سهل قبل إحضار الرضا عليهالسلام فكان في بغداد وضواحيها ، فلم يكن حاضراً معاصراً مع الرضا عليهالسلام ، وكذلك أخوه الفضل كان قد قُتل قبل الرضا عليهالسلام بسبعة شهور! فالوجه غير وجيه من أوّله.
ولكن هذا لا يستتبع استبعاد استشهاد أبي الجواد عليهالسلام بيد المأمون غير المأمون! وسيأتي في مراثي الرضا عليهالسلام يومئذ ما يؤيده.
والاربلي الكردي البغدادي الواسطي السني المتحول إلى التشيّع الإمامي ، يجمع في كتابه النقل عن كتب الخاصة وأهل السنة كابن طلحة والجنابذي وابن الجوزي وأبي نُعيم الإصفهاني ، فهنا قال : أما كمال الدين ابن طلحة فإنه
__________________
(١) كشف الغمة ٣ : ٣٧٤.
(٢) بحار الأنوار ٤٩ : ٣١١.