وكذلك كان أبو عيسى بن الرشيد أخو المأمون ، فولّاه الكوفة ، فاستخلف عليها محمد بن الليث.
وكذلك أخوه صالح بن الرشيد فولّاه البصرة ، فاستخلف عليها محمد بن عبد الحميد. فكأنّ الفضل بن الربيع راع منه فصار إلى بغداد طالباً للأمان ، فمنّ عليه وأعطاه الأمان ، وقال له : هبك تعتذر في محمد (الأمين) بأنه كانت له في عنقك بيعة من الرشيد ، فما عذرك في ابن شكلة (إبراهيم) وإنما محله محلّ السفهاء والمغنّين ، فقوّيت عزمه على خلعي والخروج عليَّ بعد أن صارت في عنقك بيعتي!
فقال ابن الربيع : يا أمير المؤمنين! ما أجد قلبي مكانه! وقد عظم جرمي عن الاعتذار ، وجلّ ذنبي عن الإقالة! وما أرجو الحياة إلّامن سعة عفوك! فهب لي دمي لحرمتي بآبائك! فأمسك عنه وردّ عليه من ضياعه ضيعة مبلغ مالها ثلاثمئة وستون ألف درهم قدّرها لقوته وقوت عياله.
ووجّه المأمون إلى طاهر بن الحسين الخزاعي بعهده على الجزيرة والشام ومصر!
وكان الحسن بن سهل قد ولّى الحسن بن عمرو الرستمي على الجبال فعصى وخلع ، فولّاها المأمون دينار بن عبد الله فحاربه حتى أسره وفلّ جمعه.
وكان الرشيد قد ولّى على الثغور الرومية ثابت بن نصر الخزاعي ، وخاف المأمون معصيته فولّاها ابن عمه نصر بن حمزة الخزاعي (١).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٥٤.