وأمير المؤمنين (المتوكل) مشتاق إليك يحبّ إحداث العهد بك والنظر إليك! فإن نشطت لزيارته والمقام قِبله ما رأيت (من المُدّة) شخصت أنت ومن أحببت من أهل بيتك ومواليك وحشمك على مهلة وطمأنينة ، ترحل إذا شئت وتنزل إذا شئت ، وتسير كيف شئت.
وإن أحببت أن يكون «يحيى بن هرثمة» مولى أمير المؤمنين (المتوكل) ومن معه من الجند (!) مشايعين لك يرحلون برحيلك ويسيرون بسيرك ، فالأمر في ذلك إليك ، حتّى توافي أمير المؤمنين! فما أحد من إخوته (المتوكل) وولده وأهل بيته وخاصّته ألطف منه منزلة ، ولا أحمد منه أثرة ، ولا حولهم أنظر ، وعليهم أشفق وبهم أبرّ وإليهم أسكن منه إليك! إن شاء الله تعالى ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وكتب إبراهيم بن العباس (١) والراوي إنما ذكر أنّه أخذ نسخة الكتاب من يحيى بن هرثمة في سنة ثلاث وأربعين ومئتين هجري أي قبل وفاة الهادي عليهالسلام بعشرة أعوام وبعد تاريخها بمثلها تقريباً ، بلا ذكر تاريخ للكتاب نفسه (٢) ، ولا أنها كيف كانت بيد هرثمة ، اللهم إلّاأن تكون نسخة مكرّرة أو ردّها الإمام عليه.
وإنما وجدتُ تاريخ إشخاص الهادي عليهالسلام إلى سامراء في «إثبات الوصية» قال : اشخص سنة (٢٣٦ ه) وسنّ الحسن يومئذ أربع سنين وشهوراً (٣)
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٥٠١ ، ٥٠٢ ، الحديث ٧ ، باب مولد الهادي عليهالسلام.
(٢) والمفيد في الإرشاد غالباً يسند أخباره عن الكليني ، وهنا أرسل الخبر ، والتبس عليه الأمر فجعل تاريخ أخذ نسخة الكتاب من ابن هرثمة تاريخاً للكتاب ٢ : ٣١٠.
(٣) إثبات الوصية : ٢٣٦. ويظهر من خبر أنّ محمد بن علي كان أكبر من أخيه الحسن ، رواه الطوسي في كتاب الغيبة : ١٩٩ ، الحديث ١٦٥ عن أحمد بن عيسى بن علي بن جعفر بن محمد أنّه أراد أن يسلّم بالمدينة على محمد فقال له الهادي عليهالسلام : ليس هذا صاحبكم ، صاحبكم أبو محمد وأشار إلى الحسن ابنه. وعن المُجدي في الأنساب : أنّ الهادي عليهالسلام ترك ابنه محمداً طفلاً بالمدينة؟ ثمّ قدم عليه بسامراء رشيداً.