الهادي عليهالسلام ، وإذ علم أنّ قوماً من أهل المعرفة يقولون بإمامته كتب إلى المتوكل : إنّ قوماً يقولون إنّه الإمام (١)!
قال المفيد : وبلغ أبا الحسن سعايته به ، فكتب إلى المتوكل يذكر تحامل عبد الله بن محمد عليه ، ويكذّبه فيما سعى به إليه. فتقدّم المتوكل بإجابته عن كتابه ، ودعاه فيه إلى حضوره إلى بلد العسكر على جميل من الفعل والقول (٢).
أخرجه الكليني عن بعض أصحابنا أنّه أخذ نسخة الكتاب من يحيى بن هرثمة بن أعين وهي :
بسم الله الرحمنِ الرحيم ، أما بعد ، فإنّ أمير المؤمنين (المتوكل) عارف بقدرك راع لقرابتك ، موجب لحقك ، يقدّر الأُمور فيك وفي أهل بيتك ما يصلح الله به حالك وحالهم ، ويثبّت به عزك وعزهم ، ويدخل الأمن واليمن عليك وعليهم! يبتغي بذلك رضا ربّه وأداء ما افترض عليه فيك وفيهم!
وقد رأى أمير المؤمنين (المتوكل) صرفَ «عبد الله بن محمد» عمّا كان يتولّاه من الحرب والصلاة بمدينة رسول الله صلىاللهعليهوآله ؛ إذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقك واستخفافه بقدرك ، وعندما قرفك به ونسبك إليه من الأمر الذي قد علم أمير المؤمنين (المتوكل) براءتك منه! وصدق نيّتك في محاولته! وأ نّك لم تؤهّل نفسك له!
وقد ولّى أمير المؤمنين (المتوكل) ما كان يلي من ذلك «محمد بن الفضل» وأمره بإكرامك وتبجيلك! والانتهاء إلى أمرك ورأيك ، والتقرّب إلى الله وإلى أمير المؤمنين بذلك!
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٨٤.
(٢) الإرشاد ٢ : ٣٠٩.